mardi 31 décembre 2013

أجمل ما قيل في عيد رأس السنة


فهيــــ بنـــا ــــــــــا
 كل عام وأنت لقلبي مصدر النور
 كل عام وأنت لروحي مصدر الفرح
 كل عام وأنا أجمع كلمات الحب
 لكي أصنع منها قلادة أهديك إياها
 وبمشاعر خالية من التزييف أقولك
 كل عام وآمالك وأمانيك تتحقق
 كل عام وأنت أغلى ما في الحياة يا كل الحياة
يا طير طاير بالسما ميل على حبيبي
 و قول له كل عام و أنت بألف خير
 و هنا و ربي يزيد عمره كل سنة سنة و سنة
من قالك إني في عيد
 أو إني سعيد
 يوم أشوفك هو العيد
 وكل عام وإنت بعمر جديد
مرت سنة
 وجات سنة
 وراحت سنين
 وبتجي سنين
 وحبك بقلبي
 محفوظ وأمين
 وكل سنة وإنت بخير
لست أول المهنئين لكنني أرقهم كلمه
 وأصدقهم مشاعر.. وألطفهم عباره..
 أنتقي أحرفي بكل إتقان.. ليس لأني مبدع الكلمه
 بل لأنني سأوجهها لمن يستحقها
 كل سنة وانت بخير


بكرة الشمس تشرق بيوم جديد
 من سنة جديدة 2014
 يا رب المصاعب تلين وتتحقق أمانينا
للغالين بس اللي أحبهم ويحبوني
 كل عام وإنتوا بخير بالعام الجديد
راحت سنة بكل ما فيها
 بأحزانها وأمانيها وجت سنة جديدة
 أتمنى فيها ربي يحقق أمانينا

lundi 30 décembre 2013

كيف تخرج الدجاجة من الزجاجة ؟

 هذه قصة يرويها أحد المعلمين الأفاضل والذي كان يتصف بالذكاء والحكمة وسرعة البديهة, وكان هذا المعلم مدرساً للغة العربية, وفي إحدى السنوات, كان يلقي الدرس على طلبة الفصل أمام اثنين من رجال التوجيه لدى الوزارة, الذين حضروا لتقييمه. وكان هذا الدرس قبيل الاختبارات النهائية بأسابيع قليلة, وأثناء إلقاء الدرس, قاطع أحد الطلاب الأستاذ قائلاً:"يا أستاذ .. ( اللغة العربية ) صعبة جداً ؟؟!". وما كاد هذا الطالب أن يتم حديثه حتى تكلم كل الطلاب بنفس الكلام, وأصبحوا كأنهم حزب معارضة !!, فهذا يتكلم هناك وهذا يصرخ وهذا يحاول إضاعة الوقت وهكذا ..! سكت المعلم قليلاً ,ثم قال:حسناً لا درس اليوم، وسأستبدل الدرس بلعبة !! فرح الطلبة، وتجهم الموجهان. رسم هذا المعلم على السبورة زجاجة ذات عنق ضيق، ورسم بداخلها دجاجة, ثم قال: من يستطيع أن يخرج هذه الدجاجة من الزجاجة؟!, بشرط أن لا يكسر الزجاجة ولا يقتل الدجاجة!! فبدأت محاولات الطلبة التي باءت بالفشل جميعها، وكذلك الموجهان اللذان انسجما مع اللغز وحاولا حله ولكن باءت كل المحاولات بالفشل ؟!! فصرخ أحد الطلبة من آخر الفصل يائساً: يا أستاذ لا تخرج هذه الدجاجة إلا بكسر الزجاجة أو قتل الدجاجة, فقال المعلم: لا تستطيع خرق الشروط، فقال الطالب متهكماً: إذن يا أستاذ قل لمن وضعها بداخل تلك الزجاجة أن يخرجها كما أدخلها. ضحك الطلبة, ولكن لم تدم ضحكتهم طويلاً, فقد قطعها صوت المعلم وهو يقول: صحيح، صحيح، هذه هي الإجابة, من وضع الدجاجة في الزجاجة هو وحده من يستطيع إخراجها, كذلك أنتم!! وضعتم مفهوماً في عقولكم أن اللغة العربية صعبة, فمهما شرحت لكم وحاولت تبسيطها لن أفلح, إلا إذا أخرجتم هذا المفهوم بأنفسكم دون مساعدة, كما وضعتموه بأنفسكم دون مساعدة. انتهت الحصة وقد أعجب الموجهان بالمدرس كثيراً, كما لاحظ المدرس تقدماً ملحوظاً لدى الطلبة في الحصص التي تلت تلك الحصة, بل وتقبلوا مادة اللغة العربية بشكل سهل ويسير. وأنت عزيزي القارئ كم دجاجة وضعت في الزجاجة طوال حياتك, وجعلتها عائقاً يقف أمامك في تحقيق أحلامك وطموحاتك, ولكن إذا توكلت على الله أولاً, وبنيت مفهوماً في عقلك أنه لا صعب إلا ما جعلته صعباً بإرادتك, وبإرادتك أيضاً أن تجعله سهلاً, فتنجزه دونما أي عوائق أو مشاكل, عندها يمكنك أن تخرج الدجاجة من الزجاجة.

أصعب شعر قرأته في حياتي

الحلـو لا حــل فـي محــل حــلّاه
أشعة شعاع الشمس تشع ابشعاعه

والخل بالخلاوي خـلـّـه ولا خـلّاه
طبع الأصيل متطبع(ن) في طباعه

مخطي من لا خطا ما ايناظر اخطاه
يندفع بإندفاع(ن) ما يحسب دفاعه

يسوي سواته كنـّه ولا شي سـوّاه
يصارع من لا صارعه وينوي صراعه

يعادي صديقه وعدوّه ولا عاداه
يجتمع مع جميع من كرهوا إجتماعه

يفارق من لا فارقه يوم فرقاه
ويودع مـن لا ودّعـه فـي وداعـه

ما نسى ناسيه اللي دوم ينساه
ضايع في ضياع من يهوى ضياعه

يخاوي خوي(ن) ما يبغى مخاواه
ولا يبيع بايع(ن) ينوي بياعه

يمشي مشي مع رافض(ن) ممشاه
ولا يطيع المطيع اللي دوم طاعه

ينادي ندا من لا سمعله مناداه
وسمعه ولا يسمع من واجب سماعه

ما يلاقي الملاقي اللي دوم يلقاه
وينفع منتفع ما ايجوز انتفاعه

ما يشكر الرب الشكور ويقل شكراه
لا هو قنـوع وما يقتنـع بالقناعه
بقلم العربي يبن الفواحة

سعادتك

لآ تدعهم يعرفون عنك سوى سعادتك !؟

ولآ يرون مــنك إلا ابتسامتك
...
فإن ضاقت عليك ! ففي القرآن جنتك

وإن آلمتك وحدتك فـ إلى السماء دعوتك !

وإن سألوك عن أخبارك !! فأحمد الله و أبتسـم

إذا رأيت نملة في الطريق فلا تدسها وابتغ بذلك وجه الله عسى أن يرحمك كما رحمتها وتذكر أنها تسبح لله فلا توقف هذا التسبيح بقتلك لها.

إذا مررت بعصفور يشرب من بركة ماء فلا تمر بجانبه لتخيفه وابتغ بذلك وجه الله عسى أن يؤمنك من الخوف يوم تبلغ القلوب الحناجر

إذا اعترضتك قطة في وسط الطريق فتجنب أن تصدمها وابتغ بذلك وجه الله عسى أن يقيك الله ميتة السوء

اذا هممت بإلقاء بقايا الطعام في حاوية القمامة فاجعل نيتك أن تأكل منها الدواب وابتغ بذلك وجه الله عسى أن يرزقك الله من حيث لا تحتسب

حتى قبل أن ترسل هذه الرسالة انوي بها خير لعل الله يفرج لك بها كربة من كرب الدنيا والآخرة.

وتذكر
افعل الخير مهما استصغرته
فلا تدري أي حسنة تدخلك الجنة —ادعولى معاكم وجزاكم الله خير.
بقلم عــبـــــــــــــــــــــــــــد الجليـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل

dimanche 29 décembre 2013

كل يزعم أن لغته هي الأفضل

لا توجد لغة هي افضل اللغات وإنما الافضلية تأتي من أهل اللغة حيث يكونون أهل العلم والحضارة، تكون المقدمة لغتهم وهذه قضية حسمها علم اللغة الحديث واثارتها مضيعة للوقت ولا طائل من ورائها.


العربية لغة مقدسة في القرآن الكريم، اما خارج القرآن شأنها شأن كل اللغات تسمو إلى القمة على لسان من يحسنها، وقد تهبط على لسان من لا يحسنها واثارة هذه القضية تحصيل حاصل.

اما هل العربية أفضل اللغات، فقد جرت عادة أهل كل لغة ان يمجدوا لغتهم، وليس أهل العربية بدعاً في ذلك، لكن في إطار علم اللغة الحديث وبعد ان صارت علما له مناهجه ونظرياته لم يعد لهذه الاشكالية وجود عند العرب ولا غيرهم. اذن من حقائق علم اللغة الحديث انه لا توجد لغة هي افضل اللغات وإنما الافضلية تأتي من أهل اللغة حيث يكونون أهل العلم والحضارة، تكون المقدمة لغتهم وهذه قضية حسمها علم اللغة الحديث واثارتها مضيعة للوقت ولا طائل من ورائها.

اما التساؤل: هل العربية لغة توقيفية أم اصطلاحية؟ فهذه قضية حسمها ابن جني من القدماء كما حسمها العلم الحديث بأن اللغة اصطلاح.

ان اللغة التي لها المقدمة في العالم هي لغة أهل العلم والحضارة وهي الانكليزية الآن، هذه حقيقة أكدها علم اللغة الحديث، فقوة اللغة من قوة أهلها.

ثانيا: ان الانكليزية لغة سهلة، فهي سهلة بسبب الجهود الضخمة التي بذلت لتيسير سبل تعليمها ونشرها في أرجاء المعمورة وربطها بجوانب الحياة المختلفة والحركة المعجمية الضخمة للانكليزية، كل هذه الجهود أدت إلى تيسير هذه اللغة.

ثالثا: ان سهولة الانكليزية مرتبطة بمستعمل اللغة، وما بذله من جهد في تيسير وسائل تعليمها وتنميتها، ولكن ليست السهولة في اللغة نفسها، ولو بذلت في سبيل العربية نصف الجهود التي بذلت للرقي بالانكليزية ونشرها لكان للعربية شأن آخر.

إذن مسألة ان الانكليزية سهلة والعربية صعبة تعود إلى مستعمل اللغة وليس إلى اللغة نفسها، 

أخيرااااا..........

علماء اللغات فى أوربا وأمريكا 

يؤكدون عالمية اللغة العربية


تشهد البشرية اليوم حربا عنيفة وسجالا محتدما بين اللغات، الدول الكبرى والمتقدمة تضطلع باذلة كل غال ومرتخص بمهمة تعميم لغتها وثقافتها فى اكثر بلد ممكن، فى دول الشمال الأفريقى يتغلغل تيار الفرنكفونية، وفى آسيا لا تفتأ بريطانيا وأمريكا فى تعميم اللغة الإنجليزية، فهنالك معاهد ومدارس كثيرة منتشرة فى المدن والقرى يتهافت عليها الطلاب تهافت الجرذان على المياه بسبب ماتؤمن الإنجليزية لمتقنها من دخل كريم ومكانة اجتماعية، وقد اثرت هذه الظاهرة سلبا على اللغة العربية، إذ قل الراغبون فى تعلمها، وكثرت الشائعات حولها من أنها لغة معقدة وعصية على الفهم، وتتشعب مواد اللغة االعربية مثل: الصرف، النحو، البيان والبديع، على عكس اللغات الأخرى التى لها قواعد يسيرة تعرف بـ Grammar فيقولون أن هذا يصعب اللغة العربية، ويتناسون أنها محمدة ومنقبة لذلك آثرنا أن نذكر فى هذه العجالة بعض النصوص لعلماء اللغات فى الغرب فى مناقب اللغة العربية وعالميتها وذلك من باب "وشهد شاهد من أهلها"

اللغة الأمازيغية واللغة العربية

مواطن الاتصال والانفصال بين
اللغة الأمازيغية واللغة العربية
تمهــيد:
تطرح اللغة الأمازيغية كثيرا من الإشكاليات والقضايا عندما نحاول استكناه أعماقها ودراسة مستوياتها اللسانية أو مقاربتها من الناحية الفيلولوجية ( فقه اللغة) أو مقارنتها باللغة العربية. ومن ثم، يتساءل الكثير من الباحثين والدارسين والمهتمين بالشأن الأمازيغي عن العلاقات الموجودة بين اللغة الأمازيغية واللغة العربية: ماهي مظاهر الاتصال والانفصال بينهما؟ ومهما قدمنا من إجابات لهذه الأسئلة تبقى غير كافية ولا تشفي الغليل، وتتسم أيضا بالنسبية والتقريب والتخمين والافتراض لانعدام الأدلة العلمية الحقيقة وغلبة الهوى والذاتية والإيديولوجيا على الباحثين الذي يخوضون في هذا المضمار. لذا، سنحاول قدر الإمكان أن نقدم بعض الإجابات التي نعتبرها نسبية من الوجهة العلمية لقلة الوثائق والمصادر الأكاديمية الحقيقة، وبعد الفترة الزمنية المدروسة عن التوثيق الموضوعي والتدوين المحايد النزيه.
1/ أصـــول الأمازيغ:
يختلف كثير من الدارسين في تحديد جذور الأمازيغ، فقد جمع محمد خير فارس آراء مجموعة من الأنتروپولوجيين، فحصرها في عدة نماذج بربرية:" أحد هذه النماذج يمت إلى شعوب البحر المتوسط، والثاني يعود إلى أصول مشرقية، والثالث إلى أصول آلبية. وكما يقول ديبوا: هناك أيضا نموذج رابع هو النموذج الأبيض الأشقر، ولايمكن ربطه بالاحتلال الوندالي، فهو موجود منذ القديم".
إذاً، هناك من الباحثين من يرى بأن الأمازيغ من أصول مشرقية عربية حميرية هاجروا بسبب الجفاف وتغير المناخ وكثرة الحروب إلى شمال أفريقيا من اليمن والشام عبر الحبشة ومصر، فاستقروا في شمال أفريقيا وبالضبط بالمغرب، والجزائر، وتونس، وليبيا، وغرب مصر، وشمال السودان، ومالي، والنيجر، وبوركينا فاصو، وجزر الكناريا، والأندلس، وجزر صقلية بإيطاليا.
وقديما قال ابن خلدون: إن الأمازيغ كنعانيون تبربروا، أي إن البربر هم أحفاد مازيغ بن كنعان. وفي هذا المقام يقول ابن خلدون:" والحق الذي لاينبغي التعويل على غيره في شأنهم؛ إنهم من ولد كنعان بن حام بن نوح؛ كما تقدم في أنساب الخليقة. وأن اسم أبيهم مازيغ، وإخوتهم أركيش، وفلسطين إخوانهم بنو كسلوحيم بن مصرايم بن حام".
وقد قال قديما القديس الجزائري الأمازيغي أوغسطين قولة مأثورة وهي أن الأمازيغ كنعانيو الأصل:" إذا سألتم فلاحينا عن أصلهم؛ سيجيبون: نحن كنعانيون" ويؤيد هذا الطرح الباحث الفلسطيني الدكتور عزالدين المناصرة الذي أرجع الأمازيغيين وكتابتهم إلى أصول كنعانية إما فلسطينية وإما فينيقية لبنانية: " لقد أخذت الأمازيغية نظام تربيع الحروف من هذه اللغات(يقصد اللغات السامية) كما أخذت نظام الحركات (الإشارات والتنقيط) من النظام الفلسطيني والنظام الطبراني. لكن أقرب مصدر للأمازيغية (حروف التيفيناغ التواركية) هواللغة الكنعانية الفينيقية القرطاجية. فالمصدر الأساسي للأمازيغية – إذا-ً هو الألفبائية الكنعانية التي تفرعت منها كل لغات العالم.
وقد أثرت الكنعانية مباشرة في اليونانية، ومن اليونانية، ولدت اللاتينية والسلاﭭية. فالأمازيغية لغة سامية حامية. والكنعانية هي اللغة الأولى في العالم التي مكنت الإنسان من تصوير كل صوت من أصوات اللغة برمز(المبدأ الأكروفوني). وصارت مجموعة الرموز تعكس كلمات بألفاظها وأصواتها. واحتفظ اليونانيون بأسماء الحروف الكنعانية. ولا خلاف على جغرافية بلاد كنعان فهي(فلسطين ولبنان وسوريا والأردن)، لكن فلسطين كانت هي المركز...."
ويرى الدكتور أحمد هبو أن الكتابة البربرية القديمة (تيفيناغ) استوحت مبادئها من الكنعانية الفينيقية. ولا علاقة للأمازيغية باللاتينية من قريب أو بعيد."
وهناك من يقول بأن الأمازيغ شعب أتى من أوروپا والدليل على ذلك شعرهم الأشقر،وفي هذا يقول عثمان الكعاك:" يذهب البعض من العلماء إلى أن البربر من أصل هندي أوروپي،أي من الأصل اليافتي المنسوب إلى يافت بن نوح عليه السلام، خرجوا في عصور متقادمة من الهند ومروا بفارس ثم بالقوقاز، واجتازوا شمال أوروپا من فينلاندا إلى إسكندينافيا ثم بريطانيا الفرنسية ثم إسپانيا، ويستدلون على ذلك بالمعالم الميغالينية أو معالم الحجارة الكبرى من المصاطب(الدولمين) والمسلات(المنهيد) والمستديرات(الخرومليكس) التي بثوها على طول هذه الطريق وهي توجد بشمال أفريقيا وتنتهي بالمفيضة. كما يستدلون بأسماء قبائل الكيماريين بفينلاندا والسويد وبني عمارة في المغرب وخميس بتونس فالأسماء متشابهة جدا؛ أو بالحرف الروني المنقوش على المعالم الميغالينية فإنه يشبه الخط اللوبي المنقوش على الصخور بشمال أفريقيا ولبعض الخصائص البشرية كبياض القوقازي وزعرة الشعر المتصف بها الشماليون.".
بيد أن هناك من الدارسين من يدافع عن الأصول الأفريقية للسكان الأمازيغ، ويعتبرونهم وحدهم السكان الأقدمين الذين استوطنوا شمال أفريقيا منذ زمن قديم. وأنه من العبث البحث في جذور الأمازيغيين مثل ماذهب إلى ذلك محمد شفيق حينما قال:" إن المؤرخين العرب كادوا يجزمون، في العصر الوسيط، أن" البربر" من أصل يماني، أي من العرب العاربة الذين لم يكن لهم قط عهد بالعجمة؛ وعلى نهجهم سار المنظرون للاستعمار الفرنسي الاستيطاني في القرن الماضي وأوائل هذا القرن، فأخذوا يتمحلون البراهين على أن البربر أورپيو المنبت، خاصة الشقر والبيض منهم. ومن الواضح أن الحافز في الادعاءين كليهما سياسي، سواء أكان صادرا عن حسن نية أم كان إرادة تبرير للاستيطان.
ومع تراجع الاستعمار الأوروپي عن أفريقية الشمالية، أخذت هذه المسألة العلمية تفرض على الباحثين كل تحفظ لازم، لاسيما تجاه المصادر المكتوبة، مالم تدعهما معطيات أخرى أكثر ضمانا للموضوعية.
وقد عمل بجد، خلال الأربعين سنة الأخيرة، على استغلال الإمكانيات الأركيولوجية والأنتروپولوجية واللسنية في البحث عن أصل الأمازيغيين، أو عن أصول المغاربة على الأصح. والنتائج الأولى التي أفضت إليها البحوث أن سكان أفريقية الشمالية الحاليين في جملتهم لهم صلة وثيقة بالإنسان الذي استقر بهذه الديار منذ ماقبل التاريخ، أي منذ ما قدر بــ9.000 سنة، من جهة؛ وأن المد البشري في هذه المنطقة، كان دائما يتجه وجهة الغرب انطلاقا من الشرق، من جهة أخرى. وبناء على هذا، يمكن القول إن من العبث أن يبحث لــ" بربر" عن موطن أصلي، غير الموطن الذي نشأوا فيه منذ مايقرب من مائة قرن. ومن يتكلف ذلك البحث يستوجب على نفسه أن يطبقه في التماس موطن أصلي للصينيين مثلا، أو لهنود الهند والسند، أو لقدماء المصريين، أو لليمانيين أنفسهم وللعرب كافة، ليعلم من أين جاؤوا إلى جزيرة العرب. "
وهناك رأي آخر يقول بالأصل المزدوج للبربر، فهم حسب هذا الرأي يجمعون بين السلالتين: السلالة السامية والسلالة الهندو أورپية،" فالسلالة الأولى هي الهندية الأوروپية التي نزحت إلى إفريقيا من آسيا ثم أوروپا على الطريق الذي ذكرنا وبالأسلوب الذي ذكرناه في قولة سابقة ؛ والسلالة الثانية سامية أولى كما وصفنا، ثم التقت السلالتان بالمغرب، وهذا مايفسر لنا اختلاف الخصائص البشرية عند البربر في السحنة ولون الشعر والعيون وشكل الجمجمة وحتى اللهجات، وهذا مايفسر أيضا الخلاف القائم بين مصمودة وصنهاجة مثلا."
وعلى أي، فالأمازيغ والعرب - في اعتقادنا - من جذور سلالية وجينيولوجية واحدة وهي الجذور الكنعانية السامية، ومن موطن واحد هو شبه الجزيرة العربية. وفي هذا السياق يقول ليون الأفريقي في كتابه " وصف أفريقيا":" لم يختلف مؤرخونا كثيرا في أصل الأفارقة، فيرى البعض أنهم ينتمون إلى الفلسطينيين الذين هاجروا إلى أفريقيا حين طردهم الأشوريون، فأقاموا بها لجودتها وخصبها، ويزعم آخرون أن أصلهم راجع إلى السبئيين(أي الحميريين) الذين كانوا يعيشون في اليمن قبل أن يطردهم الأشوريون أو الإثيوبيون منها، بينما يدعي فريق ثالث أن الأفارقة كانوا يسكنون بعض جهات آسيا، فحاربتهم شعوب معادية لهم، وألجأتهم إلى الفرار إلى بلاد الإغريق الخالية آنذاك من السكان، ثم تبعهم أعداؤهم إليها، فاضطروا إلى عبور بحر المورة واستقروا بإفريقيا، بينما استوطن أعداؤهم بلاد الإغريق. كل هذا خاص بالأفارقة البيض القاطنين في بلاد البربر ونوميديا.
أما الأفارقة السود بمعنى الكلمة فإنهم جميعا من نسل كوش بن حام بن نوح. ومهما اختلفت مظاهر الأفارقة البيض والسود، فإنهم ينتمون تقريبا إلى نفس الأصل، ذلك أن الأفارقة البيض، إما أتوا من فلسطين – والفلسطينيون ينتسبون إلى مصرائيم بن كوش-، وإما من بلاد سبأ، وسبأ بن هامة بن كوش-." وعلى العموم، فالأمازيغ يشتركون مع العرب في الأصل السامي الكنعاني وفي موطن الانحدار والانطلاق الذي يتمثل في الجزيرة العربية. وهذا الرأي هو أقرب إلى الصواب في رأينا المتواضع، وبعد ذلك تفرق سكان الجزيرة العربية شذر مذر لأسباب مناخية واجتماعية ودينية، وأيضا بسبب الحروب والنزاعات الفردية والجماعية وبسبب الفتوحات والهجرات شرقا وغربا وشمالا وجنوبا.
2/ الفصيلة اللغويـــة:
من المعروف أن الفصيلة السامية تشمل مجموعة من اللغات أولها: الكنعانية التي كان يتكلم بها سكان الشام (الأردن، وفلسطين، ولبنان، وسوريا)، وهي بدورها تضم مجموعة من اللهجات كالأجريتية والكنعانية القديمة، والمؤابية، والفينيقية، والعبرية. واللغة الثانية هي الآرامية ومقرها الجزيرة والعراق والشام أيضا. وشملت هذه اللغة المجموعة الشرقية بمافيها اللهجات السائدة في العراق، وشملت المجموعة الغربية منها اللهجات الباقية المستخدمة في سورية وفلسطين وشبه جزيرة سيناء. ومن اللغات الأخرى للفصيلة السامية نذكر: العربية الشمالية والعربية الجنوبية، فالعربية الجنوبية تضم اللغة القحطانية أو اليمنية القديمة، وهي بدورها تضم أربع لهجات ألا وهي: المعينية، والسبئية، والحضرمية، والقتبانية. وتشمل كذلك لغة الحبشية السامية التي تنقسم كذلك إلى الجعزية، والأمهرية، والتيجرية.
أما العربية الشمالية" فإننا لانكاد نعرف شيئا عن نشأتها والمراحل التي اجتازتها في عصورها الأولى، وهي قسمان: العربية البائدة التي لايتجاوز أقدم ماوصلنا من نقوشها القرن الأول ق.م، والعربية الباقية التي لا تجاوز آثارها القرن الخامس بعد الميلاد."
أما الفصيلة الحامية فتتكون من البربرية والكوشيطية والمصرية. ومن هنا، فاللغة العربية لغة سامية، بينما البربرية لغة حامية.
وعلى الرغم من هذا التمييز في شجرة اللغات واللهجات، فثمة روابط متينة وكثيرة بين اللغات السامية واللغات الحامية مادامت مشتقة من نفس الشجرة السامية الحامية، ومادام البرابرة من أصول حميرية يمنية، ومادامت اللغة العربية والأمازيغية تنتميان إلى اللغة التحليلية " المتصرفة التي تتغير أبنيتها بتغير المعاني وتحلل أجزاؤها المترابطة فيما بينها بروابط تدل على علاقاتها."
وإذا كان الكثير من الدارسين اللغويين في مداخلاتهم وأبحاثهم اللسانية يذهبون إلى أن البربرية متفرعة عن لغات الفصيلة السامية، فأحمد بوكوس يرى أنها " لغة مستقلة من حيث العلاقة الوراثية بالنسبة للعربية الفصحى،إذ تنتمي الأمازيغية إلى مايسمى بفصيلة اللغات الحامية، بينما تدخل العربية ضمن فصيلة اللغات السامية، وإن كانت هاتان الفصيلتان تشتركان على مستوى أعلى في إطار فصيلة الحامية- السامية وفي الفصيلة الإفريقية – الآسيوية."
أما الباحث الجزائري سالم شاكر فيرى أن اللغة الأمازيغية أقدم من اللغة العربية بكثير وأقدم من الفصيلة السامية نفسها، وهي لغة مستقلة تنتمي إلى فصيلة اللغات الأفراسية وهي سابقة على السامية. ومن هنا يرى سالم شاكر بأن اللغة الأمازيغية:" ظهرت ما بين 10000 و9000 قبل اليوم، وبأنها لم تتفرع عن أي من اللغتين الأخريين (المصرية والسامية) حتى ولو كانت هذه العائلات اللغوية الثلاث(المصرية والأمازيغية والسامية) تتداخل في تعبيراتها المعجمية.
وهناك افتراض آخر يرى أن اللغة الأمازيغية هي التي تفرعت أولا من الكوشية ثم جاءت بعد ذلك اللغة المصرية، وفي آخر هذه التفريعات تأتي اللغة السامية.
وانطلاقا من مختلف هذه الآراء تحصل على فترة زمنية خاصة ببروز اللغة الأمازيغية تتراوح ما بين 10000و8000 سنة ماقبل الميلاد(أي مابين 12000و10000 قبل اليوم)."
وعلى أي حال، يتبين لنا بأن هناك من يدرج الأمازيغية ضمن الفصيلة الحامية، ومن يدرجها ضمن الفصيلة السامية، ومن يدرجها ضمن الفصيلة اليافتية، وهناك من يعتبرها كيانا لغويا مستقلا بنفسه.
3/ كتـــابة تيفيناغ:
تسمى كتابة الأمازيغيين بتيفيناغ أو تفنغ Tifinag أي خطنا أو كتابتنا أو اختراعنا، وقد وصلتنا هذه الكتابة مخطوطة عبر مجموعة من النقوش والصخور وشواهد القبور منذ آلاف من السنين، ولدينا من ذلك أكثر من ألف نقش على الصفائح الحجرية، بل يفوق 1300 نصا.
ومن ناحية أخرى، يذهب بعض الدارسين إلى أن تيفيناغ مشتقة من فنيق وفينيقيا. ويعني هذا أن اللغة الأمازيغية فرع من الأبجدية الفينيقية الكنعانية. وفي هذا يقول عبد الرحمن الجيلالي" لقد أقبل البربر على اللغة الكنعانية الفينيقية، عندما وجدوا ما فيها من القرب من لغتهم وبسبب التواصل العرقي بينهم وبين الفينيقيين".
ويذهب الدكتور عزالدين المناصرة إلى أن اللغة الأمازيغية وأبجديتها فينيقية الأصل وكنعانية النشأة وعربية الجذور والأصول:" اللغة الأمازيغية متعددة اللهجات وهي قابلة للتطور إلى لغة راقية كالعربية وكتابتها بالحروف الطوارقية (التيفيناغ) هو الأصل، فالمفرد المذكر هو كلمة (أفنيق) مما يوحي فورا بكلمة فينقيا، وهذا يدلل على الأرجح أن اللغة الأمازيغية كنعانية قرطاجية، ولم تكن الكنعانية القرطاجية الفينيقية لغة غزاة، لأن القرطاجيين الفينيقيين هم الموجة الثانية من الكنعانيين. وبما أن أصل البربر الحقيقي هو أنهم كنعانيون فلسطينيون ولبنانيون على وجه التحديد، فإن السكان الأصليين للجزائر، البربر الأمازيغ، أي الموجة الأولى الكنعانية استقبلوا أشقاءهم الكنعانيين الفينيقيين ليس كغزاة، بل بصفتهم استكمالا للموجة الأولى. ومن الطبيعي بعد ذلك أنهم امتزجوا بالرومان والإغريق واللاتين. فالأصل أن تكتب الأمازيغية بحروف التيفيناغ التوارگية الكنعانية القرطاجية الفينيقية، وأصل هذه الحروف يعود إلى الكنعانية الفينيقية والعربية اليمنية الجعزية."
وقد تأثر خط تيفيناغ في مساره التاريخي بالكتابة الفينيقية الكنعانية والكتابة المصرية والكتابة اليونانية والكتابة الليبية والكتابة اللاتينية والكتابة العربية خاصة على مستوى الحركات والصوائت. ويرى بوزياني الدراجي أن " شيئا من الشبه يجمع بين الأمازيغية (الليبية) وما اكتشف من كتابة في جنوب إسبانيا بالإضافة إلى التشابه بينها وبين خط الاتروسگ وخطوط يونانية فرعية أخرى.... وربما هذا نتيجة الاحتكاكات التي حدثت عبر فترات تاريخية مختلفة. ولكن الراجح فيما ذكر هو الارتباط القوي بين اللغة الأمازيغية واللغات الحامية بالدرجة الأولى، ثم اللغات السامية في درجة ثانية."
هذا، وتكتب الأمازيغية القديمة كما هو معلوم من الأعلى إلى الأسفل في البداية كما يتجلى ذلك في النقوش والصخور والكهوف، ليتم تطويعها من جميع الجهات، من الأعلى إلى الأسفل، ومن الأسفل إلى الأعلى،ومن اليمين إلى اليسار، ومن اليسار إلى اليمين. واستمر وضع الكتابة على هذا الشكل إلى أواخر القرن التاسع عشر الميلادي إلى أن غير الطوارق صيغة الكتابة من اليمين إلى اليسار على غرار اللغة العربية. بيد أن الباحث الجزائري بوزياني الدراجي يرى أن هذا التغيير بدأ مع الفينيقيين:" وفي العهد الفينيقي أضحت كتابة " تفنغ" تكتب من اليمين إلى الشمال؛مثلها مثل الخط الفينيقي."
ومن المعلوم أن الكتابة الأمازيغية عبارة عن حروف صامتة وغير صائتة، كانت في البداية تتكون من 16 حرفا صامتا، وصار بعد ذلك 23 حرفا في عهد المملكة المازيلية النوميدية. وستضاف إليها بعض الحروف الصائتة مع الفتح العربي لشمال أفريقيا وتسمى:" تيدباكين"، وهذه الصوائت هي: الفتحة والضمة والكسرة. وتسمى الأبجدية الأمازيغية "أگامك"، لتصبح تيفيناغ اليوم عبارة عن 33 حرفا، منها 29 حرفا صامتا و4 صائتا. ويعني هذا أن الأمازيغية تشترك مع اللغة العربية في احتوائها على الصوائت والصوامت، بل أخذت الصوائت (الفتحة، والضمة، والكسرة، والسكون ) من شقيقتها العربية، كما استخدم حرف الهمزة العربي بكثرة في الأمازيغية (أغيور/الحمار،أسيمي/ الرضيع، أيندوز/العجل....)، وكان ذلك مع بدايات الفتوحات الإسلامية، كما اتخذ خط اللغة العربية في كتابة الأمازيغية وترجمة النصوص العربية ولاسيما الدينية والفقهية والفلسفية منها.
ومن خصائص الخط الأمازيغي القديم أنه خط صامتي يشبه الكتابة الأيقونية الإديوگرامية التي تعبر عن فكرة أو شيء أو صورة على غرار الكتابة الكنعانية. كما يخلو الخط من العلامات الصائتية، ويحضر هذا الخط في أشكال هندسية كدوائر ومثلثات ونقط وخطوط مفتوحة ومنغلقة ومتقاطعة وخطوط مائلة ومتنوعة.
هذا، وقد ترك لنا الأمازيغيون في شمال أفريقيا أكثر من ألف نقش على الصخور والكهوف والشواهد، و" تركوا عددا من النقوش التذكارية في تونس والجزائر خاصة، فيها ماهو مصحوب بترجمته اللاتينية أو الفينيقية؛ وقد قام الباحث جورج مارسي George Marcy بمحاولة جادة من أجل شرحها. لكن معظم النقوش الأمازيغية القديمة لاتزال تنتظر اختصاصيين يشترط فيهم أن يتقنوا الأمازيغية أولا، ثم إحدى اللغات الميتة الآتية: الفينيقية أو اليونانية أو اللاتينية."
ومن ناحية أخرى، فقد كتبت الأمازيغية بخط تيفيناغ منذ فترة قديمة جدا ولم تصلنا نقوشها إلا مع عصر الجمل، كما كتبت الأمازيغية بالخط اللاتيني مع الرومان قديما والاستعمار الأوروپي حديثا، وكتبت كذلك بالحرف العربي لمدة طويلة أيضا وبالضبط منذ القرن الثاني والثالث عشر مع ابن تومرت الذي ترجم كتاب "التوحيد" أو كتاب "العقيدة" إلى اللغة الأمازيغية بواسطة الخط العربي. بيد أنه في القرن الثامن عشر الميلادي، ستنتشر الكتابات الأمازيغية المكتوبة بالخط العربي وبالضبط في منطقة سوس كالشعر الأمازيغي المنسوب إلى سيدي حمو الطالب وغيرها من كتب الشعر والدين والتصوف والتاريخ والسير. وقد واكب هذا التأليف المرحلة الإسلامية والفتوحات العربية لشمال أفريقيا، وكذلك مع تأثر المثقفين الأمازيغيين بالعلماء المسلمين في شتى المعارف والفنون والعلوم. وفي هذا الصدد يقول أحمد بوكوس:" أما عن المرحلة الإسلامية فإن المؤرخين، وخصوصا منهم مؤلفي الحوليات والسير، يتحدثون عن عدد غير يسير من المراجع المكتوبة باللسان الأمازيغي، منها الأدبيات الدينية للخوارج والبورغواطيين والموحدين ولكن جلها اندثر. لم نعد نحتفظ منها سوى ببعض أسماء الأعلام البشرية وأعلام الأمكنة وبعض الجمل المتناثرة. وحتى أشعار سيدي حمو الطالب التي قد تساعد على استقراء السمات العامة لأمازيغية القرن الثامن عشر لم يصل إلينا بعضها إلا عبر الرواية الشفوية. وهكذا، فإن من أقدم المؤلفات الموضوعة بالأمازيغية هي من إنجاز الفقهاء من أمثال أزناگ وأوزال. ولعل من أشهر هذه المؤلفات كتابي الفقيه محمد ؤعلي أوزال (الهوزالي) أي كتاب الحوض وكتاب بحر الدموع، أولهما يتناول قواعد الفقه وفق المذهب المالكي، وثانيهما في قضايا التصوف. لقد ألفا في القرن الثامن عشر بلسان تاشلحيت ودونا بالحرف العربي. والجدير بالذكر أن لغة هذه النصوص لاتختلف في شيء عن الأمازيغية الحديثة من حيث صرفها ومعجمها وتركيبها."
ونستنتج من كل هذا أن اللغة الأمازيغية عبر مسارها النضالي وعبر تاريخها الطويل استعانت في فرض وجودها وكينونتها باللغة العربية وبخطوطها المتنوعة لتدوين المعارف والفنون والعلوم وكل الإبداعات الشخصية والجماعية لتنتقل من جيل إلى آخر لتعريف الأحفاد الأمازيغ بالتراث الذي خلفه الأسلاف والأجداد. والفضل بطبيعة الحال يعود بكل جدارة واستحقاق إلى ماقدمته اللغة العربية للغة الأمازيغية من تسهيلات على مستوى المشافهة والتحبير والتصنيف والتواصل.
3/ المستويــــــات للسانيــــــــــــــــــــة:
أ‌- المستوى الصوتي والإيقاعي:
إن الصوامت والصوائت الموجودة في اللغة الأمازيغية توجد أيضا في اللغة العربية، وتكاد تتشابه اللغتان في عدد الحروف والصوائت(28 حرفا بالنسبة للغة العربية، و29 بالنسبة اللغة الأمازيغية زائد أربع صوائت(33حرفا) أخذت من اللغة العربية كما يظهر ذلك في كتابات سكان الطوارق مع الفتح العربي الإسلامي ).
ومن الأصوات التي تتميز بها اللغة الأمازيغية وغير موجودة في العربية نلفي: حرف الگاف G /في كلمة: أرگاز/الرجل، وحرف الزاي المشددة بثلاث نقط: ژ: أ ژرو / الحجر،، وحرف گو/ġ مثل: تاگورت(الباب)، أگجديف(نخلة). وهناك حروف موجودة في اللغة العربية وغير موجودة في اللغة الأمازيغية كالضاد والثاء(باستثناء اللهجة الريفية ينطق أبناؤها الثاء بشكل جيد: ثرايثماس:اسم امرأة).
كما أن الهمزة لاتنطق قاطعة في الأمازيغية إلا عند الابتداء كالعربية، أي في أول الكلام. فإن كانت مفتوحة كتبت على الألف(أضار/الرجل- أضار ئنو: رجلي)، وإن كانت مضمومة كتبت على الواو(ؤدم/الوجه- سيرد ودم نك: اغسل وجهك)، وإن كانت مكسورة كتبت على الياء(ئزم/الأسد- تنغام ئزم/قتلتم الأسد). أما في وسط الكلام فتحذف الهمزة كتابة ونطقا، ولايثبت إلا حرفها بصفته حركة لآخر حرف في الكلمة التي قبله.
ومن حيث الإيقاع العروضي، فقد تأثر الشعر الأمازيغي تأثرا كبيرا بالإيقاع العربي من حيث استعمال التصريع في البيت الأول، وتشغيل القافية الموحدة، واستخدام البيت المستقل ونظام الشطرين والرباعيات في الإيزري الأمازيغي الريفي، كما تأثر به على مستوى الهيكلة والبناء الشكلي؛ إذ يمكن الحديث اليوم في القصيدة الأمازيغية الحديثة والمعاصرة عن الشعر العمودي والشعر التفعيلي والقصيدة النثرية والموشحات الأمازيغية.
وعلى الرغم من ذلك، فالعروض الأمازيغي يتسم بخصوصيات محلية على مستوى البحور، فأوزانه غير موجودة في اللغة العربية. ففي الريفية يمكن التنصيص على إيقاع سداسي المقاطع:
لايارا لايارا لايارا لابويا
بينما في الشعر الأمازيغي السوسي نجد 11 وزنا عروضيا أصيلا حسب الرايس الحاج محمد الدمسيري وتسمى بــ" يان دمراون واسيف"، ولكل آسيف (جمع ءيسافن) قياس يسمى بآسقول، ولكل قياس تفاعيل تسمى بتالالايت.
ب‌- المستوى المورفو- تركيبي:
هناك من الباحثين اللسانيين الأمازيغ كالدكتور محمد الشامي وغيره من يثبت بأن تركيب الجملة الأمازيغية يشبه كثيرا تركيب اللغات الهندو أوربية التي تبتدئ بالاسم الذي يعقبه الفعل:sujet + verbe، والمقصود بهذا أن الجملة الأمازيغية أساسها الجملة الاسمية لا الفعلية كما في اللغة العربية.
مثال: يفاغ أورگاز: خرج الرجل/ Urgaz، فمورفيم (إ/u ) عبارة عن فاعل/ sujet وكلمة فاغ بمثابة فعل،أما أرگاز فهو فضلة توسيعية تأكيدية أو زائدة. ويعني هذا أن الجملة الأمازيغية جملة محمولية اسمية تصاغ على غرار اللغات الأجنبية التي تبتدئ بالاسم وبعدها الفعل.
أما الأستاذ محمد شفيق فيثبت بأن هناك تشابها كبيرا بين اللغة الأمازيغية واللغة العربية على مستوى أنماط التركيب الجملي والمقولات الصرفية إلا أن المثنى في الأمازيغية يقترن بالعدد، بينما في العربية يحدد بالألف والنون في حالة الرفع، والياء والنون في حالتي النصب والجر. يقول محمد شفيق في كتابه:"أربعة وأربعون درسا في اللغة الأمازيغية":" نلاحظ أن التركيب الأمازيغي والتركيب العربي متشابهان، إلا أن الأمازيغية ليس فيها مثنى...
ويستخلص من النظر في الأمثلة المرصودة أن الفعل الأمازيغي تابع لفاعله، دائما، من حيث التذكير والتأنيث والإفراد والجمع، سواء أكان الفاعل اسما ظاهرا أم كان ضميرا عائدا، أكان عاقلا أم غير عاقل". كما تتشابه اللغة الأمازيغية مع اللغة العربية على مستوى التداول، فهناك في اللغتين معا: الجملة التقريرية التأكيدية، والجملة الأمرية، والجملة الطلبية، والجملة التعبيرية البوحية الإفصاحية، والجملة الإعلانية التصريحية، والجملة الوعدية. وتستلزم اللغتان أيضا على مستوى التداول والتخاطب الكفاءة التواصلية (كفاءة لغوية، ومكون خطابي، ومكون مرجعي، ومكون سوسيوثقافي). كما تستوجب الكفاءة الخطابية بدورها في اللغتين معا التعرف على الخطاب الإخباري، والخطاب الوصفي، والخطاب السردي، والخطاب الحجاجي، والخطاب الشعري، والخطاب الدرامي.
ت‌- المستـــوى البلاغي:
هناك تشابه تام بين اللغة الأمازيغية واللغة العربية على المستوى البلاغي والجمالي والفني في استعمال نفس الصور الشعرية أو الفنية كالتشبيه والاستعارة والكناية والمجاز المرسل والمجاز العقلي والرمز والأسطورة، وتشغيل المحسنات البلاغية كالتوازي والتجانس الصوتي والتكرار والطباق والمقابلة والمماثلة والاقتباس والتضمين والتناص، واستخدام الجمل الخبرية والإنشائية تقريبا بنفس السياقات التعبيرية مقالا ومقاما وبلاغة وفصاحة...كما تشترك اللغتان في توظيف التقرير والحقيقة في مقابل المجاز والانزياح الإيحائي.
ث‌- المستوى الدلالي والمعجمي:
من يتأمل مفردات اللغة الأمازيغية ومعجمها الدلالي، فسيجد أن معظم هذه الكلمات لها أصول عربية أو لها مقابلات في اللغات السامية كاللغة الكنعانية (العبرية والفينيقية....)، واللغات الحامية كالمصرية على سبيل التمثيل. ومن المؤكد أن اللغة القريبة من اللغة الأمازيغية هي اللغة العربية، وهذا ما أثبته گرينييه الذي قال بأن:" اللغة العربية هي الوحيدة التي نفذت كثيرا إلى اللغات البربرية.".
وقد خصص الباحث المغربي محمد البومسهولي كتابا قيما تحت عنوان:" عروبة الأمازيغي بين الوهم والحقيقة" بين فيه عروبة الكثير من المفردات والأسماء والأرقام والأفعال في اللغة البربرية المغربية مؤكدا بأن:" اللهجة الأمازيغية عامة عبارة عن مفردات عربية صريحة فصيحة، أو مفردات مصرية قديمة أو عربية منسية، متروكة أو دخيلة وتارة غريبة تحتاج إلى وقت لإرجاعها إلى الأصل.
يبقى رأس مال الأمازيغية: اللكنة، والصيغة والنطق، وبإمكان الأمازيغ أن يبربروا جميع لغات العالم باستعمالهم:
اللكنة + الصيغة والتفعيلة + النطق وبعض حروف الربط."
ومن هنا، فقد جمع الكاتب 271 كلمة أمازيغية لها أصل عربي في جميع سياقاتها اللغوية والدلالية، وخضعت في مسارها الفيلولوجي لخاصيات: الحذف والاستبدال و القلب والتصحيف والتحريف والتغيير الفونيتيكي. وأتبع الباحث معجمه الأمازيغي العربي بجدول للأسماء العلمية والأرقام التي بين عروبتها وانتماءها للغة العربية اعتمادا على الاشتقاق والمقابلة المعجمية. وانتهى بحثه بقوله:" وفي النهاية أكون قد رصدت نموذجا لبعض الألفاظ الأمازيغية التي استمدت جذورها من اللغة العربية الفصحى، تلك الألفاظ التي نالها أحيانا التحريف، ألفاظ يتبادر إلى الذهن أنها أمازيغية قحة بينما هي عربية صرفة".
ومن جهة أخرى، ألف الدارس الليبي علي فهمي خشيم كتابا بعنوان:" الدارجة المغربية بين العربية والأمازيغية" يرد فيه على كتاب الأستاذ محمد شفيق:" الدارجة المغربية مجال توارد بين الأمازيغية والعربية"، وهو معجم متوسط جمع فيه محمد شفيق كلمات الدارجة المغربية التي هي من جذور أمازيغية في الأصل.
ومن ثم، فكتاب علي فهمي خشيم تصحيح لماذهب إليه محمد شفيق حيث أرجع الباحث الكلمات الأمازيغية إلى أصولها العربية على امتداد 213 صفحة من الحجم الكبير. وفي هذا السياق يقول الباحث الليبي:" المشكلة التي يعانيها الأستاذ محمد شفيق تكمن في أنه لايرى، خاصة في السنوات الأخيرة من عمره المديد، أية علاقة ما بين العربية والأمازيغية، ويتوهم أن المفردات والتعبيرات في الدارجة المغربية وغيرها بالطبع من دارجات الشمال الأفريقي المتفقة وما في الأمازيغية انبثقت عن هذه الأخيرة. إنه يورد- على سبيل المثال- كلمات كأفراك (السياح)، أكوال(الدرابگة)، تاكرا(الإناء)، المزوار(النقيب)، السكيفة (الجرعة)، الدربالة(المرقع من الثياب)،أومليل(الأبيض)،أزنضار(الطوال)، أكلزيم(المعول)،أنفا(المرتفع)،آسفي (النهر)،أگادير(السور)، أماكدول(الصويرة- اسم مدينة).
ومن أسماء المواضع: إفران(الكهوف)،، أزمور(الزيتون)، واليلي (الدفلى)، تافيلالت (الجرة)،أساسيس(الأرض المنبسطة)، تانسيفت (النهير) وغيرها كثير، فيرى أنها أمازيغية صرفة لاصلة لها بالعربية. وقد أثبتنا بالدليل أن هذه المفردات عروبية خالصة تشارك بها الأمازيغية والعربية العدنانية في انتمائهما إلى تلك الدوحة العظيمة: العروبية الأولى.".
ويعني هذا أن اللغة الأمازيغية تعتمد على الكثير من مفردات اللغة العربية من باب قانون التأثر والتأثير، بل تأثرت الأمازيغية بمجموعة من اللغات القديمة كالفينيقية واليونانية واللاتينية، كما تأثرت بمجموعة من اللغات الأجنبية المعاصرة كالفرنسية والإسپانية والهولندية والألمانية والإنجليزية واللهجات والعاميات المحلية....
أضف إلى ذلك أن اللغة الأمازيغية تتشابه مع اللغة العربية في احتوائهما على الدلالتين: الحرفية والمجازية، أوالدلالة التقريرية المباشرة والدلالة الانزياحية. كما تشمل اللغتان على حد سواء على الدلالة المفهومية الحدودية، والدلالة الإيحائية، والدلالة الاجتماعية، والدلالة العاطفية، والدلالة الانعكاسية، والدلالة التراتبية، والدلالة التيماتيكية(الموضوعية).
خاتمـــــة:
تلكم – إذاً- نظرة مقتضبة حول مواطن الاتصال والانفصال بين اللغة الأمازيغية واللغة العربية، فقد أثبتنا أن هناك تشابها بين اللغتين على مستوى الجذور والفصيلة والمستويات اللسانية والكتابة، كما يمكن الحديث أيضا عن تعايش وتجاور بينهما على مستوى النحت والاشتقاق والتمزيغ والاستدخال اللغوي. فقد استعانت اللغة الأمازيغية بالخط العربي وصوائته وصوامته في انكتاب إبداعاتها وعلومها وفنونها. بيد أن هناك خصائص تميز اللغة الأمازيغية وتفردها عن اللغة العربية كمعيار الأقدمية (10000سنة)، ومعيار التداول الحيوي الذي يتجلى في كون اللغة الأمازيغية هي لغة التداول والتواصل في رقعة جغرافية تبلغ 9ملايين من الكيلومترات المربعة، بينما اللغة العربية أصبحت من اللغات الكلاسيكية المدرسية التي لانستعملها سوى في الكتابة الأكاديمية والتواصل الرسمي والتراسل الإداري للدولة. في حين نجد الأمازيغية لغة لاتتصف بالمعيارية كاللغة العربية، إذ " إن قواعدها تبقى ضمنية وغير متجلية في كتب ترسم معيار النطق السليم والمعنى الصحيح كما هو الحال بالنسبة لتلقي اللغات المدرسية".
وعلي أي حال، فاللغة الأمازيغية واللغة العربية تشكلان لحمة مترابطة وآصرة لغوية متشابكة على مستوى ترابط الجذور واختلاطها اتساقا وانسجاما وتوارثا، كما أنهما توأمتان لايمكن الفصل بينهما نظرا للعلاقات الجوارية الطبيعة الموجودة بينهما والقائمة على التعايش والتكامل والانصهار الحضاري لغة وكتابة وتداولا على مر العصور.
حواشي

- محمد خير فارس:تنظيم الحماية الفرنسية(1921-1939) في المغرب،دمشق، صص:192-456؛
- د.عز الدين المناصرة: المسألة الأمازيغية في الجزائر والمغرب، دار الشروق، الأردن، الطبعة الأولى 1999م، ص:77؛
- ابن خلدون: العبر وديوان المبتدإ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر،دار الكتاب اللبناني، بيروت،طبعة 1968م، المجلد السادس، ص:191؛
- E.F.Gautier: Le passé de l’Afrique du Nord,(les siècles obscures), Payot,Paris,1952, p:139;
- عز الدين المناصرة: المسألة الأمازيغية في الجزائر والمغرب، ص:76؛
- أحمد هبو: الأبجدية: نشأة الكتابة وأشكالها عند الشعوب، منشورات دار الحوار، اللاذيقية، سوريا، الطبعة الأولى، سنة 1984؛
- عثمان الكعاك: البربر، مطبعة النجاح الجديدة بالدار البيضاء، الطبعة الأولى،2003م،ص:58؛
- محمد شفيق: لمحة عن ثلاثة وثلاثين قرنا من تاريخ الأمازيغيين، دار الكلام الرباط، الطبعة الأولى 1989م، ص:19-20؛
 -عثمان الكعاك: البـــربـــر، ص:59-60؛
- ليون الأفريقي: وصف أفريقيا،الجزء الأول،دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان،، الطبعة الثانية1983، ترجمة عن الفرنسية:محمد الأخضر ومحمد حجي،ص:35؛
- د.صبحي الصالح:دراسات في فقه اللغة، دار العلم للملايين، بيروت، لبنان، الطبعة التاسعة، 1981م، ص:54؛
- صبحي الصالح: دراسة في فقه اللغة، ص:46؛
- أحمد بوكوس: الأمازيغية السياسة اللغوية والثقافية بالمغرب، مركز طارق بن زياد،، طبعة1، نونبر2003م، مطبعة فيديبرانت، الرباط، ص:15؛
- مصطفى أعشي: جذور بعض مظاهر الحضارة الأمازيغية خلال عصور ماقبل التاريخ، طارق بن زياد، الرباط،الطبعة الأولى 2002م، ص:76؛
- محمد شفيق: لمحة عن ثلاثة وثلاثين قرنا من تاريخ الأمازيغيين، دار الكلام الرباط، الطبعة الأولى 1989م، ص:6؛
- عبد الرحمن الجيلالي: تاريخ الجزائر العام، دار الثقافة، طبعة رابعة، بيروت، 1980، ص:30-141 ؛
 - د.عز الدين المناصرة: المسألة الأمازيغية في الجزائر والمغرب، دار الشروق، الأردن، الطبعة الأولى 1999م، ص:69؛
- بوزياني الدراجي: القبائل الأمازيغية،الجزء الأول، ص:35؛
- بوزياني الدراجي: القبائل الأمازيغية،الجزء الأول، ص:35؛
- محمد شفيق:لمحة عن ثلاثة وثلاثين قرنا من تاريخ الأمازيغيين، دار الكلام، الرباط، الطبعة 1989م،ص:61-62؛
- محمد شفيق:لمحة عن ثلاثة وثلاثين قرنا من تاريخ الأمازيغيين،،ص: 62؛
- أحمد بوكوس: الأمازيغية السياسة اللغوية والثقافية بالمغرب،ص:37.
- انظر عمر أمير: الشعر الأمازيغي المنسوب إلى سيدي حمو الطالب،مكتبة بروﭭانس بالدار البيضاء، الطبعة الأولى سنة 1987م، ص:145-148؛
- محمد شفيق: أربعة وأربعون درسا في اللغة الأمازيغية، إصدارات إنفوبرانت، فاس، المغرب،الطبعة الثانية، 2003م،ص:113-115؛
- د.عز الدين المناصرة: المسألة الأمازيغية في الجزائر والمغرب، ص:95-96؛
- محمد البومسهولي: عروبة الأمازيغ بين الوهم والحقيقة، المطبعة والوراقة الوطنية، الطبعة الأولى مارس2001م، ص:33؛
- محمد البومسهولي: عروبة الأمازيغ بين الوهم والحقيقة،ص:132؛
- علي فهمي خشيم: الدارجة المغربية بين العربية والأمازيغية، منشورات مجلة فكر، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، المغرب، الطبعة الأولى سنة 2008م، ص:15-16؛
- بودريس بلعيد: (تدريس الأمازيغية والمقاربة التواصلية)، مجلة حفريات مغربية، عدد خاص، يونيو 2003م، ص:34-38؛
- مصطفى أعشي: جذور بعض مظاهر الحضارة الأمازيغية خلال عصور ماقبل التاريخ، ص:82.




بقلم الدكتور
 جميل حمداوي

samedi 28 décembre 2013

قصيده عن اللغة العربيه



اليوم افـــــاخر وانـــــادي *** لغتي يافجر الامجادي
افــــديك بروحي وفؤادي *** واصونك رمزا لبـــــلادي
 لغـتي يالـــغة القــــران
لغتي حياك الرحمـــــن *** وبلفظـك جـــــــاء القران 
يحـــــدوك سداد وبيـان *** وهدى للناس وتبــــــيان
 لغـتي يالــغة القـــــران
لغتي والمولى يرعاك *** قد ســـــــدت بعزة مــولاك
فكري ودمائي مسراك *** من انا ؟من قومي؟لولاك
 لغــتي يالــغة القـــران
لغـــــــتي وحدت الاقواما *** واتخـــــذوا القران اماما
سنحقق مجدا وسلاما *** او نفنى في الحق كراما
 لغــتي يالــغة القـــران

من تقديم العربي السّردون

jeudi 26 décembre 2013

الموسيقى العربية

كلاسيكيات الموسيقى العربية

يمكن القول أن أفضل موسيقى عربية هى ما استمع إليها العالم العربى خلال القرن العشرين، وفضل ذلك يرجع إلى نخبة من الفنانين الرواد قامت على أيديهم النهضة الموسيقية
ولا شك أن قائد مسيرة النهضة كان الفنان سيد درويش ثم لحق بمدرسته بقية الخمسة الكبار ، محمد القصبجى ، زكريا أحمد ، محمد عبد الوهاب ورياض السنباطى

لم يكن أى من هؤلاء الملحنين باستثناء محمد عبد الوهاب  مطربا ، ولكن ظهر فى نفس الفترة صوت عظيم استمر على القمة لخمسين عاما هو صوت أم كلثوم ، وكما استفادت هى من وجود هؤلاء الرواد فقد حمل صوتها أعمالهم إلى الجمهور ، وبالتالى خدمت أم كلثوم الموسيقى العربية بتقديمها ألحان الرواد المجددين ، وقد غنت لهم جميعا عدا سيد درويش الذى رحل مبكرا عن 31 عاما.



ولطالما اتهمت الشعوب العربية بأنها شعوب متبلدة اعتادت التخلف وبأنها عاجزة عن استيعاب المدنية الحديثة فضلا عن المساهمة فى ركب الحضارة الإنسانية ، غير أن استقراء تاريخها الحديث يبين ظهور نخبة من رواد الفكر والفن قادت النهضة منذ أوائل القرن العشرين وأثبتت عكس ذلك ، وربما الأخطر من هذا أن تجاوب الشعوب العربية مع حركة النهضة والتجديد وتبلور فكرها القومى وتمسكها بتراثها الثقافى يبرهن على أن هذه الشعوب تتمتع بأصالة حقيقية وبحس مرهف ورغبة أكيدة فى التطور

ولعل من أهم ملامح الشعوب أدبها وموسيقاها اللذان يعكسان فكر وشعور الأفراد كما يعكسان حال الأمة جميعها
لنتابع معا رحلة هذه النخبة من الفنانين العرب الذين أثروا الموسيقى العربية وأثروا فى شعوبهم كما انفتحوا على ثقافات العالم وغنوا للحرية والحب والسلام.


mercredi 25 décembre 2013

يا أجمل لغة على وجه الأرض

كــــم أحبك لغة العرب، يا أجمل لغة على وجه الأرض...
 تحملين كل المعاني الرائعة....
 جميلة بذاتك... رائعة بمفرداتك
 وبمناسبة اليوم العالمي للغة العربية والذي يصادف الثامن عشر من ديسمبر من كل عااام.....
 نفذ المجال الاول بمدرسة دبا للتعليم الاساسي فعاليات جميلة بدأت بتجهيز ركن مصغر عن اللغه العربية في ساحة المدرسة ومن ثم بدأ برنامج الفعاليات من اذاعة يوم الاربعاء حيث تضمنت فقرات عديدة..:
 كلمة عن اللغة العربية
 قصيدة عن اللغة العربية
 أقوال عن اللغة العربية
 حوار مع اللام القمرية واللام الشمسية
 اقتطاع وقت من الحصة الاولى لجميع الفصول للحديث عن الغة العربية
 ومن ثم تم تقسيم الفصول على فعاليات متنوعه
 _ قراءة القصص وروايتها
 قصص تشاركية للصف الاول مع انشطة ومسابقات
 كتابة قصة على برنامج Word
 مسابقات في اللغة العربية 
 الخط العربي
 وكان من ضمن برنامجنا توزيع بطاقات مع الحلوى في مكتب التدريب- دبا 
 وقد رعى الفعاليات أ.علي بن محمد الشحي رئيس قسم العلوم الانسانية بدائرة تنمية الموارد البشرية بالمديرية العامة للتربية والتعليم
 وأ. خالد الشحي مشرف المعارات الحياتية بالمديرية
 فكل الشكر والتقدير لكل من تعاون في ذلك اليوم
 "ودمت يالغتي شمسا لا تغيب"

mardi 24 décembre 2013

اختيار الله للعرب

ما السّرّ والحكمة في اختيار الله للعرب للنّهوض بهذه الرّسالة الإسلاميّة العالميّة واصطفائه إيّاهم لإنقاذ العالم ممّا كان فيه من شرّ وباطل ؟

كانت عناية القرآن بالعرب لأجل تربيتهم لأنّهم هم الذين هُيّئوا لتبليغ هذه الرّسالة فيجب أن يأخذوا حظّهم كاملا من التّربية قبل النّاس كلّهم , ولهذا نجد كثيرا من الآيات القرآنيّة في مراميها البعيدة إصلاحا لحال العرب وتطهيرا لمُجتمعهم وإثارة لمعاني العزّة والشّرف في نُفوسهم , ومن هذا الباب الآيات التي يُذكر بها العرب أنّ القرآن أنزل بلسانهم مثل (<< إنّا جعلناه قرآنا عربيّا >>) (<< إنّا أنزلناه قُرآنا عربيّا لعلّكم تعقلون >>) والذين يعقلون القرآن قبل النّاس كلّهم هم العرب , ومن أوّل القصد إلى العرب والعناية بلسانهم إلى أنّ القرآن أنزل بلسانهم دون جميع الألسنة ــ جلبا لهم حتّى يعلموا أنّه أنزل لهم وفيهم قبل النّاس كلّهم .

قال الشيخ عبد الحميد بن باديس :

مكانة العرب في القرآن

حق على كلّ من يدين بالإسلام ويهتدي بهدي القرآن أن يعتني بتاريخ العرب ومدنيّتهم وما كان من دولهم وخصائصهم قبل الإسلام ذلك لارتباط تاريخهم بتاريخ الإسلام ولعناية القرآن بهم ولاختيار الله لهم لتبليغ دين الإسلام وما فيه من آداب وحِكم وفضائل إلى أمم الأرض فأمّا إنّهم قد ارتبط تاريخهم بالإسلام فلأنّ العرب هُيّئوا تاريخيا لأجل أن ينهضوا بأعباء هذه الرّسالة الإسلاميّة العالميّة , ولأنّ الله الحكم العدل الذي يضع الأشياء في مواضعها بحكمة ويأمرنا أن نُنزل النّاس منازلهم في شريعته ــ ما كان ليجعل هذه الرّسالة العظيمة لغير أمّة عظيمة , إذ لا ينهض بالجليل من الأعمال إلاّ الجليل من الأمم والرّجال , ولا يقوم بالعظائم إلاّ العظام من النّاس . وأمّا عناية القرآن بالعرب فلأجل تربيتهم لأنّهم هم الذين هُيّئوا لتبليغ هذه الرّسالة فيجب أن يأخذوا حظّهم كاملا من التّربية قبل النّاس كلّهم , ولهذا نجد كثيرا من الآيات القرآنيّة في مراميها البعيدة إصلاحا لحال العرب وتطهيرا لمُجتمعهم وإثارة لمعاني العزّة والشّرف في نُفوسهم , ومن هذا الباب الآيات التي يُذكر بها العرب أنّ القرآن أنزل بلسانهم مثل (<< إنّا جعلناه قرآنا عربيّا >>) (<< إنّا أنزلناه قُرآنا عربيّا لعلّكم تعقلون >>) والذين يعقلون القرآن قبل النّاس كلّهم هم العرب , ومن أوّل القصد إلى العرب والعناية بلسانهم إلى أنّ القرآن أنزل بلسانهم دون جميع الألسنة ــ جلبا لهم حتّى يعلموا أنّه أنزل لهم وفيهم قبل النّاس كلّهم .
إنّ العرب قوم يعتزّون بقوميتهم وهم ذوُوا عزّة وإباء خصوصا في الجاهليّة فكان من حكمة القرآن أن يجلب نافرهم ويُقرّب بعيدهم بأنّ هذا القرآن أنزل بلسانهم , ومن هذا الباب توسعة الله في قراءة القرآن على سبعة أحرف وهي اللّهجات التي تجتمع على صميم العربيّة وتختلف في غير ذلك , وسّع عليهم في ذلك لتشعر كلّ قبيلة أنّ هذا القرآن قُرآنها , لأنّ اللّسان الذي أنزل به لسانها , وهذا هو ما يقصده القرآن , ومن هذا الباب أيضا إشعارهم بأنّ صاحب الرّسالة منهم (<< لقد جاءكم رسول من أنفسكم >>) الآية .
فمن الطّبيعة العربيّة الخالصة أنّها لا تخضع للأجنبيّ لا في لُغتها ولا في شيء من مُقوّماتها , ولذلك ترى القرآن يذكُرها بالشّرف ويُحدّثها كثيرا عن أمّة اليهود التي لا يُناديها إلاّ بيا بني إسرائيل تذكيرا لها بجدّها الذي هو مناط فخرها كلّ ذلك لأنّها أمّة تحيا بالشّرف والسّموّ والعلوّ ــ ويذكرها بالذكر ــ وهو في لسانها الشّهرة الطّائرة والثناء المُستفيض يقول تعالى لنبيّه وهو يعني القرآن (<< فاستمسك بالذي أوحي إليك إنّك على صراط مُستقيم وإنّه لذكر لك ولقومك >>) والأنبياء لم يُبعثوا إلاّ في مناسب الشّرف ومنابع القوّة ومنابت العزّة ليُبنى المجد الطّريف من الدّين على المجد التليد من أحساب الأمّة وأنسابها وشرفها وعزّتها , وما كان لها من مناقب تلتئم مع أصول الدّين , فقوله تعالى : (<< وإنّه لذكر لك ولقومك >>) يعني أنّه شرف لكم وقومه هم العرب لا محالة .
ويقول بعد ذلك : (<< وسوف تُسئلون >>) ليُشعرهم أنّ عليهم من الواجبات في مُقابلة هذا الشّرف الذي أعطَوه ما ليس على غيرهم ولا شكّ أنّ ثمن المجد غال .
وهذا الشّرط الذي ذكره الله وذكّر به العرب هو شرط واجب الاعتبار والتّنفيذ , لأنّ الأمّة التي لا تُؤدّي ثمن المجد لا تُحافظ عليه , ثمّ هي لا يُعتمد عليها في النّهوض بنفسها ولا بغيرها , وإنّما ذكّرهم الله بذلك لينهضوا بالأمم على ذلك الأساس وهو إحياء الشّرف الإنساني في نُفوسها وليُعاملوها على ذلك الأساس بالعدل والرّحمة والتّكريم وما ذكّر القرآن العرب بتكريم بني آدم وخلقهم في أحسن تقويم إلاّ ليُعاملوهم على هذه القاعدة التي وضعها الخالق , وإنّ أعداء البشريّة اليوم وقبل اليوم يعمدون إلى قتل الشّرف من النّفوس ليستذلّوا من هذا النّوع ما أعزّ الله ويُهينوا منه ما كرّم الله .
والخلاصة أنّ عناية القرآن بإحياء الشّرف في نُفوس العرب ضروريّة لأعدادهم لما هُيّئوا له من سياسة البشر , وبهذا نستعين على فهم السّرّ والحكمة في اختيار الله للعرب للنّهوض بهذه الرّسالة الإسلاميّة العالميّة واصطفائه إيّاهم لإنقاذ العالم ممّا كان فيه من شرّ وباطل , وهذا السرّ هو أنّهم ما كانوا عليه من شرف النّفس وعزّتها والاعتداد بها هو الذي هيّأهم لذلك ولو كانوا أذلاّء لما تهيّأوا لذلك العمل العظيم , وانظروا واعتبروا ذلك بحال أمّة هي أقرب أمّة إلى العرب وهي أمّة إسرائيل فإنّها لم تكن مُهيّأة لإنقاذ غيرها , وإنّما هُيّئت لإنقاذ نفسها فقط لأنّ مُقوّماتها النّفسيّة لم تصل بها إلى تلك الدّرجة العُليا , ولذلك عانى مُوسى معها ما عانى ممّا قصّه القرآن علينا لنعتبر به في الحُكم على الأمم . ولا حاجة إلى التّطويل في الحديث عن بني إسرائيل فإنّ القرآن قد فصّل لنا شُؤونهم تفصيلا وإنّما أنبّهكم على هذا الفارق الجوهري بين الأمّتين .
وقد تقولون إنّ بني إسرائيل اختارهم الله وفضّلهم على العالمين , والجواب الذي يشهد له الواقع أنّه اختارهم ليُنقذوا أنفسهم من استعباد فرعون وليكونوا مظهرا للنّبوّة والدّين في أوّل أطوارهما وأضيق أدوارهما وهذا هو الواقع فإنّ الأمّة العربيّة استطاعت أن تنهض بالعالم كلّه وأن تُظهر دين الله على الدّين كلّه , وأمّا بنو إسرائيل فإنّهم ما استطاعوا أن ينهضوا حتّى بأنفسهم وإنّما نهض بهم موسى نهضة قائمة على الخوارق وما نهضوا بأنفسهم إلاّ بعد موسى بزمن مع اتّصال حبل النّبوّة فيهم ومُغاداة الوحي الإلهي ومُراوحته لهم .
فالأمّتان العربيّة والإسرائيليّة مُتمايزتان بالأثر ومُتمايزتان بحديث القرآن عنهما وإذا تلمّسنا الحكمة المقصودة من اختيار الله لبني إسرائيل مع أنّهم غير مُستعدّين للقيام بنهضة عالميّة عامّة وجدنا تلك الحكمة في القرآن مجلوّة في أبلغ بيان , في قوله تعالى : (<< ونُريد أن نمنّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمّة ونجعلهم الوارثين ــ ــ ونُمكّن لهم في الأرض ونُري فرعون وهامان وجُنودهما منهم ما كانوا يحذرون >>) , فالسّرّ المُتجلّي من هذه الآية هو أنّ الله أراد بما صنع لبني إسرائيل وبما قال لهم أن يُعلّم هذا العالم الإنساني من سُنن الله في كونه ما لم يكن يُعلم وهو إخراج الضّدّ من الضّدّ وإخراج الحيّ من الميّت وإنقاذ الأمّة الضّعيفة التي لا تملك شيئا من وسائل القوّة الرّوحيّة ولا من وسائل القوّة المادّيّة ــ من استعباد الأقوياء المُتألّهين فهو مثلٌ عمليّ ضربه الله لخلاص أضعف الضّعفاء من مخالب أقوى الأقوياء وجعل المُستضعفين أئمّة وارثين وسادة غالبين والتّمكين لهم في الأرض وإراءة الأقوياء المُستعلين في الأرض عاقبة باطلهم لكيلا ييأس المُستضعفون في الأرض من روح الله وقد قال موسى لبني إسرائيل تمكينا لهذا المعنى في نُفوسهم : (<< عسى ربّكم أن يُهلك عدوّكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون >>) .
وإلى هذا المثل العملي تُشير الآية : (<< ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثمّ أحياهم إنّ الله لذو فضل على النّاس ولكنّ أكثر النّاس لا يشكرون >>)
وأمّا العرب فإنّهم اختِيروا لوظيفة عالميّة عامّة لما فيهم شرف مُتأصّل واستعداد كامل وصفات مُهيّأة , ولهذا كان منبع الرّسالة بمكّة وشأنها عند العرب هو شأنها فهم مُجمعون على تقديسها ولأنّها في وسط الجزيرة وصميمها ووسط الجزيرة بعيد كلّ البعد عن المُؤثّرات الخارجيّة في الطّباع والألسنة تلك المؤثّرات التي يجلبها الاحتكاك بالأجانب والاختلاط بهم , وكلّ أطراف الجزيرة لم تخلُ من لوثة في الطّباع وعُجمة في الألسنة جاءت من الاختلاط بالأجنبيّ ولا أضرّ على مُقوّمات الأمم من العروق الدّساسة , فاليمن دخلتها الدّخائل الأجنبيّة من الحبشة والفرس على طباع أهلها وألسنتهم , والشّام ومَشارفه كانت مُشرفة على الاستعجام والعراق والجزيرة لم يسلما من التّأثر بالطّباع الفارسيّة , فكانت هذه الأطراف تنطوي على عُروبة مُزعزعة المقوّمات ولم يُحافظ على الطّبع العربي الصّميم إلاّ صميم الجزيرة ومنه مكّة التي ظهر فيها الإسلام وهذا الوسط وإن كان عريقا في الصّفات التي تسَمّى العصر لأجلها جاهليّا , ولكنّه كان بعيدا عن الذل الذي يقتل العزّة والشّرف من النّفوس والجاهل يُمكن أن تُعلّمه والجافي يُمكن أن تُهذبه , ولكن الذليل الذي نشأ على الذل يعسر أو يتعذر أن تغرس في نفسه الذليلة المهينة عزّة وإباء وشهامة تُلحقه بالرّجال .
هذا توجيه مُوجز مُقرّب لاختيار الله تعالى العرب للنّهوض بالرّسالة العامّة , وشيء آخر يرتبط بهذا وهو أنّ الله كما اختار العرب للنّهوض بالعالم كذلك اختار لسانهم ليكون لسان هذه الرّسالة وتُرجمان هذه النّهضة ولا عجب في هذا فاللّسان الذي اتّسع للوحي الإلهي لا يضيق أبدا بهذه النّهضة العالميّة مهما اتّسعت آفاقها وزخرت عُلومها , وهذا جانب لا أتحدّث عنه فقد كفانا مُؤنته أخونا الأستاذ محمّد البشير الإبراهيمي

إذا كان بعض العرب ارتدوا مرّة واحدة، فكل البربر ارتدّوا عن الإسلام 12 مرة

وإن كان بعض العرب ارتدوا مرّة واحدة، فإن الذي ردّهم إلى الإسلام هم إخوانه العرب، ولم يأتهم أجنبي من خارج بلادهم ليعيدهم إلى أحضان الإسلام...

وأمّا أجدادك البرابرة الذين ارتدّوا كلهم عن الإسلام 12 مرة، فإن أسيادهم العرب هم من عرّفوهم بالإسلام أوّل مرة ولقد عانوا من أجل ذلك الكثير، والعرب كذلك هم من كانوا يعيدون البربر إلى أحضان الإسلام بعد كلّ ردّة وجزاؤهم عند ربهم عظيم ...

قال ابن خلدون :

" وانظر ما وقع من ذلك بأفريقية والمغرب منذ أول الإسلام ولهذا العهد فإن ساكن هذه الأوطان من البربر أهل قبائل وعصبيات فلم يغن فيهم الغلب الأول الذي كان لابن أبى سرح عليهم وعلى الإفرنجة شيئاً و عاودوا بعد ذلك الثورة والردة مرةً بعد أخرى وعظم الإثخان من المسلمين فيهم ولما استقر الدين عندهم عادوا إلى الثورة والخروج و الأخذ بدين الخوارج مرات عديدةً قال ابن أبي زيد ارتدت البرابرة بالمغرب اثنتي عشرة مرة ولم تستقر كلمة الإسلام فيهم إلا لعهد ولاية موسى بن نصير فما بعده وهذا معنى ما ينقل عن عمر أن أفريقة مفرقة لقلوب أهلها."



قال ابن خلدون أن البربر ارتدوا إثنتي عشرة مرة من طرابلس إلى طنجة، ولم يستقر إسلامهم حتى أجاز طارق وموسى بن نصير إلى الأندلس، بعد أن دوخ المغرب ...

قال ابن خلدون :

" (قال ابن أبي زيد): إن البربر ارتدوا بأفريقية المغرب إثنتي عشرة مرة، وزحفوا في كلها للمسلمين، ولم يثبت إسلامهم إلا في أيام موسى بن نصير، وقيل بعدها.

الجزء السادس / الصفحة 135


" وذكر أبو محمد بن أبي زيد: أن البربر ارتدوا إثنتي عشرة مرة من طرابلس إلى طنجة، ولم يستقر إسلامهم حتى أجاز طارق وموسى بن نصير إلى الأندلس، بعد أن دوخ المغرب وأجاز معه كثير من رجالات البربر وأمرائهم برسم الجهاد. فاستقروا هنالك من لدن الفتح، فحينئذ استقر الإسلام بالمغرب وأذعن البربر لحكمه. ورسخت فيهم كلمة الإسلام وتناسوا الردة. ثم نبضت فيهم عروق الخارجية فدانوا بها ولقنوها من العرب الناقليها من منبعها بالعراق. وتعددت طوائفهم وتشعبت طرقها من الإباضية والصفرية كما ذكرنا في أخبار الخوارج.

وفشت هذه البدعة وأعقدها رؤوس النفاق من العرب وجراثيم الفتنة من البربر ذريعة إلى الانتزاء على الأمر فاختلوا في كل جهة، ودعوا إلى قائدهم طغام البربر تتلون عليهم مذاهب كفرها، ويلبسون الحق بالباطل فيها إلى أن رسخت فيهم كلمات منها، ووشجت بينهم عروق من غرائسها. ثم تطاول البربر إلى الفتك بأمراء العرب، فقتلوا يزبد بن أبي مسلم سنة إثنتين ومائة لما نقموا عليه في بعض الفعلات. ثم انتقض البربر بعد ذلك سنة إثنتين وعشرين ومائة في ولاية عبد الله بن الحجاب أيام هشام بن عبد الملك لما أوطأ عساكره بلاد السوس، وأثخن في البربر وسبى وغنم. وانتهى إلى مسوفة فقتل وسبى داخل البربر منه رعب. وبلغه أن البربر أحسوا بأنهم فيء للمسلمين فانتقضوا عليه. وثار ميسرة المطغتي بطنجة على عمرو بن عبد الله فقتله وبايع لعبد الأعلى بن جريج الأفريقي رومي الأصل ومولى العرب، كان مقدم الصفرية من الخوارج في انتحال مذهبهم، فقام بأمرهم مدة وبايع ميسرة لنفسه بالخلافة داعياً إلى نحلته من الخارجية على مذهب الصفرية. ثم ساءت سيرته فنقم عليه البربر ما جاء به فقتلوه وقدموا على أنفسهم خالد بن حميد الزناتي.
(قال ابن عبد الحكم): هو من هتورة إحدى بطون زناتة فقام بأمرهم، وزحف إلى العرب وسرح إليه عبد الله بن الحجاب العساكر في مقدمته ومعهم خالد بن أبي حبيب فالتقوا بوادي شلف، وانهزم العرب وقتل خالد بن أبي حبيب ومن معه، وسميت وقعة الأسراب وانتقضت البلاد ومرج أمر الناس، وبلغ الخبر هشام بن عبد الملك فعزل ابن حجاب وولى كلثوم بن عياض القشيري سنة ثلاث وعشرين وسرحه في إثني عشر ألفاً من أهل الشام. وكتب إلى ثغور مصر وبرقة وطرابلس أن يمدوه فخرج إلى أفريقية والمغرب، حتى بلغ وادي طنجة وهو وادي سبس فزحف إليه خالد بن حميد الزناتي فيمن معه من البربر، وكانوا خلقاً لا يحصى. ولقوا كلثوم بن عياض من بعد أن هزموا مقدمته فاشتد القتال بينهم، وقتل كلثوم وانهزمت العساكر فمضى أهل الشام إلى الأندلس مع بلج بن بشر القشيري. ومضى أهل مصر وأفريقية إلى القيروان.
وبلغ الخبر إلى هشام بن عبد الملك فبعث حنظلة بن سفيان الكلبي فقدم القيروان سنة أربع وعشرين وأربعمائة وهوّارة يومئذ خوارج على الدولة، منهم: عكاشة بن أيوب وعبد الواحد بن يزيد في قومهما. فثارت هوّارة ومن تبعهم من البربر فهزمهم حنظلة بن المعز بظاهر القيروان بعد قتال شديد. وقتل عبد الواحد الهواري وأخذ عكاشة أسيراً، وأحصيت القتلى في هذه الوقيعة فكانوا مائة وثمانين ألفاً. وكتب بذلك حنظلة إلى هشام وسمعها الليث بن سعد فقال: ما غزوة كنت أحب أن أشهدها بعد غزوة بدر أحب إلي من غزوة القرن والأصنام.

الجزء السادس / الصفحة 144 ـ 145

العربية الصحيحة

لغويات متفرقات وكلمات مبعثرات في اللغة والأدب ..
 جمعتها من هنا وهناك ..
 أرجو أن تحوز على رضاكم وأن تنال إعجابكم ..
 كما أرجو أن تجدوا فيها المتعة والفائدة ..
قُـل: لافتْ للنّظر ، ولا تقُـل: ملفتْ للنّظر
 شاع لدى الخاصّة فضلا عن العامّة، أن يقولوا في الشّيء المثير للانتباه:" ملفت للنّظر "، وهذا خطأ لا يؤيّده النّظر، ولم يأت به أثر، لأنّ الفعل ( لَفَتَ ) ثلاثيّ، واسم الفاعل من الثّلاثيّ ( لافت )، لا (ملفت).
قال أحمد أبو الخضر منسى :
 " ويقولون "إلفات نظر المواطنين، وبشكل ظاهر ملفت " وهذا الفعل ليس مزيدا بالهمزة، فهو ثلاثيّ فقط، فعلُه: لفت يَلفت، جاء في " أساس البلاغة ":أخذ بعنقه فلفته، ولفتّه عن رأيه صرفته، وفلان يلفت الكلام لفتا: يرسله على عواهنه، لا يبالي كيف جاء.اهـ، والمصدر منه لفْت، لا إلفات، فالصّواب أن يقولوا: (لفت نظر المواطنين) ".
قلْ: سِكّين ، ولا تقلْ : سِكِّينَة!
فالسِكّينُ هي المُدْية والمشهور في لغةِ العربِ أنّه لا تُلحق بالتاء المربوطة حتى عند من قال بتأنيثها.
 قال ابن دريد: السِّكِّين على وزن (فِعِّيل) من ذَبَحْتُ الشيءَ حتى سكن اضطرابه ؛ وقال الأَزهري: سميت سِكِّيناً لأَنها تُسَكَّنُ الذبيحة أَي تُسَكنها بالموت ، وقال ابن الأَعرابي: لم أَسمع تأْنيث السِّكِّين ، وقال الجوهري: الغالب عليه التذكير ، وفي الحديث: فجاء المَلَك بسِكِّين دَرَهْرَهَةٍ أَي مُعْوَجَّة الرأْس.
قلْ: خرجَ الطلابُ معًا ، ولا تقلْ : خرجُوا سويّةً!
فإن سويةً مؤنتُ سويّ: من الاستقامةِ والاعتدالِ بين شيئين ، يُقال فلانٌ وفلانٌ على سَوِيّةٍ من هذا الأمر، أي سواءٍ.
[ لغويات ]
قال الشاعر :
 ويعجبني زي الفتى وجماله **** ويسقط من عيني ساعة يلحن ُ
 ( يقال : إن أول لحنة سـُمعت بالعراق :
 [ هذه عصاتي ] ,,
 والصواب :
 [ عصاي ] كما في القرآن الكريم .. ).
 قال الأصمعي :
 ( رأيت أعربيا ً ومعه بـُني ٌ له صغير ممسك ٌ بفم قربة وقد خاف أن تغلبه القربة ,,
 فصاح :
 يا أبت ِ ,
 أدرك فاها ,
 غلبني فوها ,
 لا طاقة لي بفيها , )
[[ كشخة ]]
كلمة تعني باللهجة العامية :
 صاحب الثوب الجميل ,, والمظهر الأنيق ..
 ولكن الصحيح أن [ كشخة ] :
 كلمة فارسية تطلق على المرأة ( البغي ) ,
 وإن أطلقت على الرجل فتعني ( الديوث ) .. !
يقولون [ درس نموذجي ] ,,
 والأصح أن يقال : [ نموذج درسي ] ..
يقولون فلان [ لــَغـوي ] بفتح اللام ,,
 والصواب : [ لــُغوي ] بضم اللام ..
[[ إجابة النفي تكون بالإثبات ]]
 فإذا قيل لك : ألم تأكل ؟
 – وأنت لم تأكل
 فقل : نعم , لم آكل .
 ولا تقل : لا , لم آكل ..
[ .. والضعف في علوم العربية سـبـّبَ ضلالاً في فهم كثير ٍ من المتفقه ,,
قال ابن جني :
( إن أكثر من ضل من أهل الشريعة عن القصد وحاد عن الطريقة المثلى إليها ,,
 فإنما استهواه واستخف حلمه : ضعفه في هذه اللغة الكريمة الشريفة التي خوطب الكافة بها ).
ومن ذلك قول من قال : إن المحرم من الخنزير إنما هو اللحم ..,,
 وأما الشحم فحلال ..!! ,, لإن القرآن إنما حرم اللحم دون الشحم ..
ولو عرف أن اللحم يطلق على الشحم بخلاف الشحم فلا يطلق على اللحم لما قال ما قال ... ]

اللغة العربية على صعوبتها تعتبر جميلة جداً ..
 قيل أن سبب بدء أبي الأسود الدؤلي بالكلام في النحو أنه كان جالساً مع زوجته ، فقالت له : ما أجملُ السماء .
 فقال : نجومُها .
 فقالت : لم أسأل ما هو أجمل شيء بالسماء وإنما تعجبت من جمال السماء .
 فكان من الأجدر بها أن تقول : ما أجملَ السماء .

  
أخطاء لُغوية شائعة:-
 لا تقُل: قاسُوا عذاباً أليماً. وقُل: قاسَوا عذاباً أليماً.
 لا تقُل: انبرُوا يذودون عن الحمى. وقُل: انبرَوا يذودون عن الحمى.
 لا تقُل: لا يجبُ أنْ تُهملَ، لا ينبغي أنْ تُقصِّرَ. وقُل: يجبُ ألا تُهملَ، ينبغي أَلاّ تُقصّر.
 لا تقُل: أثّر عليه. وقُل: أثّر فيه.
 لا تقُل: آخذه على ذنبه. وقُل: آخذه بذنبه.
 لا تقُل: ينبغي عليه أن يفعل كذا. وقُل: ينبغي له أنْ يفعل كذا.
 لا تقُل: أجاب على السّؤال. وقُل: أجاب عن السّؤال.
 لا تقُل: لا يخفى عنك. وقُل: لا يخفى عليك.
 لا تقُل: تردّد على المكتبة. وقُل: تردّد إلى المكتبة.
 لا تقُل: أرسل له. وقُل: أرسل إليه.
 لا تقُل: زاد وزنه عن (...). وقُل: زاد وزنه على (...).
 لا تقُل: اطمأنّ على صحّته / اطمأنّ عن صحّته. وقُل: اطمأنّ إلى صحّته.
 لا تقُل: أصغى له. وقُل: أصغى إليه.
 لا تقُل: ضحك عليه. وقُل: ضحك منه.
 لا تقُل: ضربه بالأرض. وقُل: ضرب به الأرض.
 لا تقُل: اضطرّ للعمل. وقُل: اضطرّ إلى العمل.
 لا تقُل: متضلّع في اللّغة. وقُل: متضلّع من اللّغة.
 لا تقُل: على ضوء هذه الحقائق. وقُل: في ضوء هذه الحقائق.
 لا تقُل: اعتذر منه. وقُل: اعتذر إليه.
 لا تقُل: تعرّف عليه. وقُل: تعرّف إليه.
 لا تقُل: عاطل عن العمل. وقُل: عاطل من العمل.
 لا تقُل: ليس معصوما عن الخطأ. وقُل: ليس معصوما من الخطأ.
 لا تقُل: لا يكترث بالمصائب. وقُل: لا يكترث من المصائب.
 لا تقُل: طبع الكتاب على نفقته. وقُل: طبع الكتاب بنفقته.
 لا تقُل: هنّأه على نجاحه. وقُل: هنّأه بنجاحه
((من أحب الله تعالى أحب رسوله محمدا صلى الله عليه و سلم ومن أحب الرسول العربي أحب العرب ومن أحب العرب أحب العربية التي بها نزل أفضل الكتب على أفضل العجم والعرب ومن أحب العربية عني بها وثابر عليها وصرف همته إليها ومن هداه الله للإسلام وشرح صدره للإيمان وآتاه حسن سريرة فيه اعتقد أن محمدا صلى الله عليه و سلم خير الرسل والإسلام خير الملل والعرب خير الأمم والعربية خير اللغات والألسنة والإقبال على تفهمها من الديانة إذ هي أداة العلم ومفتاح التفقه في الدين وسبب إصلاح المعاش والمعاد ثم هي لإحراز الفضائل والاحتواء على المروءة وسائر أنواع المناقب كالينبوع للماء والزند للنار . ولو لم يكن في الإحاطة بخصائصها والوقوف على مجاريها ومصارفها والتبحر في جلائها ودقائقها إلا قوة اليقين في معرفة إعجاز القرآن وزيادة البصيرة في إثبات النبوة التي هي عمدة الإيمان لكفى بهما فضلا يحسن فيهما أثره ويطيب في الدارين ثمره فكيف وأيسر ما خصها الله عز وجل به من ضروب الممادح يكل أقلام الكتبة ويتعب أنامل الحسبة.))
 فقه اللغة , للثعالبي
همزة السلب :
وهي الهمزة التي تدخل على الفعل فتنقل معناه إلى ضده .
نحو : أشكيت زيداً ، أي : أزلت شكايته . وأعجمت الكتاب ، أي : أزلت عجمته .
وأيضأ :
 جار و أجار ,
 وقسط و أقسط ..
 وغيرها .
يروى أن أعرابياً سمع مؤذناً يقول : أشهدُ أن محمداً رسولَ الله ( بنصب رسول ) .
 فقال : ويحك يفعل ماذا ؟ .
 اللحن في بعض الكلام منكر خطير !
الفرق بين الأثر والعلامة : أن أثر الشئ يكون بعده، وعلامته تكون قبله .
 تقول الغيوم والرياح علامات المطر ومدافع السيول آثار المطر.
 (الفروق اللغوية , للعسكري)
الفرق بين الاتمام والاكمال : قد فرق بينهما بأن الاتمام: لازالة نقصان الاصل.
 والاكمال: لازالة نقصان العوارض بعد تمام الاصل.
 قيل: ولذا كان قوله تعالى: " تلك عشرة كاملة " أحسن من (تامة).
 فإن التام من العدد قد علم، وإنما نفي احتمال نقص في صفاتها.
 وقيل: تم: يشعر بحصول نقص قبله.
 وكمل: لا يشعر بذلك ..
 (الفروق اللغوية , للعسكري)
الفرق بين الابتلاء والاختبار : أن الابتلاء لا يكون إلا بتحميل المكاره والمشاق.
 والاختبار يكون بذلك وبفعل المحبوب، ألا ترى انه يقال اختبره بالانعام عليه ولا يقال ابتلاه بذلك ولا هو مبتلى بالنعمة كما قد يقال اختبره بالانعام عليه ولا يقال ابتلاه بذلك ولا هو مبتلى بالنعمة كما قد يقال إنه مختبر بها، ويجوز أن يقال إن الابتلاء يقتضي استخراج ما عند المبتلي من الطاعة والمعصية، والاختبار يقتضي وقوع الخبر بحاله في ذلك .
 والخبر: العلم الذي يقع بكنه الشئ وحقيقته فالفرق بينهما بين.
 (الفروق اللغوية , للعسكري)
الصبح أول النهار الغسق أول الليل , الوسمي أول المطر , البارض أول النبت ,
 اللعاع أول الزرع، وهذا عن الليث اللبأ أول اللبن , السلاف أول العصير ,
 الباكورة أول الفاكهة , البكر أول الولد , الطليعة أول الجيش , النهل أول الشرب ,
 النشوة أول السكر , الوخط أول الشيب , النعاس أول النوم , الحافرة أول الأمر ، وهي من قول الله عز وجل: " أئنا لمردودون في الحافرة " أي في أول أمرنا.
 (فقه اللغة , للثعالبي)
وعن أبي عبيدة لا يقال كأس إلا إذا كان فيها شراب، وإلا فهي زجاجة ولا يقال مائدة إلا إذا كان عليها طعام، وإلا فهي خوان لا يقال كوز إلا إذا كانت له عروة، وإلا فهو كوب لا يقال قلم إلا إذا كان مبرياً، وإلا فهو أنبوبة ولا يقال خاتم إلا إذا كان فيه فص، وإلا فهو فتخة ولا يقال فرو إلا إذا كان عليه صوف، وإلا فهو جلد ولا يقال ريطة إلا إذا لم تكن لفقين، وإلا فهي ملاءة ولا يقال أريكة إلا إذا كان عليها حجلة، وإلا فهي سرير ولا يقال لطيمة إلا إذا كان فيها طيب، وإلا فهي عير ولا يقال رمح إلا إذا كان عليه سنان، وإلا فهو قناة.
 (فقه اللغة , للثعالبي)
الفرق بين الالزام والايجاب:
 أن الالزام يكون في الحق والباطل يقال ألزمته الحق وألزمته الباطل، والايجاب لا يستعمل إلا فيما هو حق فان استعمل في غيره فهو مجاز والمراد به الالزام.
 (الفروق اللغوية , للعسكري)
يقولون : دكتور في الجامعة دائما يقول : ياأخانا ,
 فأرادوا أن يغضبوه , فكتبوا على باب مزرعته : يا أخينا !
 فقال: أهكذا تهون عليكم اللغة! لم لم يكتب يا أخانا !
 - لم تغضبه الكتابة بل اللحن.
الفرق بين البر والخير :
 قيل: الفرق بينهما أن البر هو الخير الواصل إلى الغير مع القصد إلى ذلك والخير يكون خيرا، وإن وقع عن سهو.
 وضد البر: العقوق، وضد الخير: الشر.
(الفروق اللغوية , للعسكري)
الفرق بين الجلوس والقعود:
 قد فرق بينهما بأن الجلوس: هوالانتقال من سفل إلى علو.
 والقعود : هوالانتقال من علو إلى أسفل.
 فعلى الأول يقال لمن هو نائم: اجلس.
 وعلى الثاني لمن هو قائم: اقعد.
 (الفروق للعسكري)
الدقـة في التعبير في لغتنا الجميلة
 في ترتيب أحوال وأفعال الإنسـان :
 1- مراتب الســرور :
 الجذلُ - الابتهاج _ الاسـتبشـارُ _ الارتياح
 الفرحُ _ المـرح .
 **
 2- مراتب الحب :
 الهوى _ العَلاقَـة _ الكلَـف _ العِشْـق
 الشَّــعفُ _ اللَّـوْعَـة _ الشَّــغفُ _ الجَـوَى _ التَّيْـمُ _ التَّبْـلُ _ التّدْليـه _ الهُيـام .
 3 _ مراتب العداوة :
 البُغْضُ _ القِلَى _ الشَّــنآن _ المقتُ .
 **
 4 _ مراتب الغضب :
 السُّــخْطُ _ البرطمـــةُ _ الغَيْظُ _ الحَـرَدُ _ الحَنَـقُ _ الاختـلاطُ
 **
 5 _ في تفصيل أوصاف الحُـزْنِ :
 الأَسَـفُ : حزنٌ معَ غَضَبٍ . ـ السَّـدَمُ : همٌ في نَدَم _ التَّرَحُ : ضِدُّ الفَرَحِ _ الكَرْبُ : الغَّمُ الذي يأخذُ بالنَفسِ _ الوُجُومِ : حزنٌ يُسكتُ صاحِبَهُ . _ الكـآبـةُ : سُوءُ الحالِ والانكسارُ معَ الحُزنِ .