mercredi 26 mars 2014

فشافيش

سيذكرني قومي إذا جد جدهم :: وفي الليلة الظلماء يُفتقد البدرُ

هذا مابدأني به عندما رأيته .. وقد ملأت دموعه وجنتيه .. وعظمتْ الآمه بين جنبيه .!.!

فاجأني بقوله .. كم كنتُ منتجعًا لخرافاتهم .. وكم رفعتُ من شأن كتاباتهم .!.!

بل انا من تحمل خيرهم وشرهم .. يتجولون بين أركاني .. ويفتخرون بي عند أقراني .!.!


ارجوكَ اسألْ مَنْ إيايَ عَقّ .. كمْ نَمّيتُ لهم مِنْ حق .!.!

كم نثرتُ لهم مِنْ روائعٍ وجمال .. ففرحوا عندما افلَ قمري وزال .!!

اُكرِمُهُمْ كإكرام الضيفان .. فيجازوني بالعقوق والنكران ( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ) .!.!

ألتئمَ بي الشمل .. وتحقق على صفحاتي العمل .. فألقوني في مزبلةٍ بعيدة الأجل .!.!

كم دَلَلْتُهم على نِعْمَهْ .. ودفعتُ عنهم كلَّ نِقْمَهْ .. ورسمتْ على ثغورِهم البَسْمَه .. فرفعوا في وجهي ( الجزْمَه ) .!.!


هُمْ بينَ مستهزئٍ وشمّات .. اضافوني لقائمةِ الأموات .. فلا أعذارهم اقبل فما فاتَ فاتْ .. ولايُجبرُ زُجَاجًا إذا اصبح رُفات .!.!

نثرتُ لهم قصصَ العشاق .. وكانت صفحاتي لقلوبهم تِرْيَاق .. ومجمعٌ للأشواق .. فركلوني بالكوعِ والساق .!.!


قلتُ له : اُجبر الكسره .. وتجاوز عن العثرة .. قال ( لن اقبل ولو استغفرت لهم سبعين مره فلا تشره ) .!

كم كنتُ رائعًا في بساطتي .. متواضع في رونقي .!.! ساحرٌ في جمالي .. عميقٌ في خيالي .!.!

ليتهم ركلوني بلا اذى .. فهم نثروا في عيني قذى .. فهل يُجازى مثلي هكذا ؟!

ألم يكن منتداكم بحسني رائع .. وبفضلي ذائع .. وبي بين الاقران شائع ؟!

جذابةٌ خباياي .. هادئةٌ زواياي .. فماأجحدَكم إياي .!.!
أحمد شفشوف

dimanche 23 mars 2014

اللغة العربية أمُّ اللغات

تحتضن الكويت، في الأسبوع الأخير من شهر مارس/ آذار 2014م، القمة العربية (25) تحت شعار:"قمة للتضامن من أجل مستقبل أفضل". تُعقد هذه الدورة في أجواء سياسية عربية ملبَّدة بغيوم- نرجو أن تكون سحابة صيف تنقشع بسرعة-وفي وقت تزداد فيه بُؤَر التوتر، عربيا وإقليميا ودوليا. ودون الخوض في التفاصيل المملة التي تلوكها الألسن على مدار الساعة وتتناقلها يوميا وسائل الإعلام المختلفة، أريد أن أُذكِّر بأنّ مؤسسات العمل العربيّ المشترك لم تستطع-منذ تأسيسها- أن تكون في مستوى انتظارات المواطن العربيّ، وإن كان ذلك بنسب متفاوتة، حيث حققت بعض الإنجازات  الشكلية وأخفقت في الأمور الجوهرية التي على أساسها نكون أو لا نكون. وفي مقدمة هذه الأمور: الوحدة والتضامن وتوحيد المواقف داخليا وخارجيا، وتحقيق الأمن والحرية والعدالة وتكافؤ الفرص والرخاء والعيش الكريم للمواطن العربيّ. وبناءً على هذه الحقائق، فقد آن الأوان لتشخيص الداء لننطلق في رحلة البحث عن العلاج. ينبغي لنا جميعا-كل من موقعه-أن نضع الإصبع على الجرح ونحدد مَكمَنَ الخلل، بدءًا بمراجعة هياكل هذه المؤسسات وآليات عملها وبرامجها ومشروعاتها وصلاحياتها، والهامش الذي تتحرك فيه في علاقتها بأصحاب القرار في الدول العربية. إنّ بعض المتشائمين في عالمنا العربيّ-ولستُ منهم- يرون أنّ هذه المؤسسات مشلولة ولا حول لها ولا قوة، وأنها مجرد ساعي بريد أو سكرتارية للسلطات العربية القطرية، وليس لها حق التعبير عن وجهة نظرها، أو اتخاذ مبادرات معينة أو حتى اقتراح حلول لبعض القضايا العاجلة ذات الاهتمام العربيّ المشترك. ومهما يكن من أمر، فإن من واجب القادة العرب أن يجعلوا هذه المؤسسات في وضع يتيح لها تحقيق الأهداف التي أُنشِئت من أجلها. ولعل ممّا يُؤسَف له، ونحن نراقب عمل هذه المؤسسات، أنها مقصرة في وضع استراتيجيات عربية محكمة، مبنية على تجارب الماضي ومعطيات الحاضر واستشراف المستقبل، للنهوض بالأوضاع السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية...وأخص بالذكر هنا- من باب اهتماماتي الشخصية- ما ألحظه من غياب سياسة لغوية موحدة تحافظ للأمة على هُويتها وفكرها وثقافتها والمكانة اللائقة بها بين الأمم. وللأمانة، فإنّ المجتمع الأهليّ قام بدورمهم في هذا المجال-يذكر فيشكَر-في الوقت الذي ظل فيه القرار السياسيّ غائبًا.
ولا بد من الإشارة، بهذه المناسبة، إلى أنّ جهود مؤسسات العمل العربيّ المشترك لم تُوفَّق في التصدي لما تعرضت له بعض البلدان العربية من تهديد للأمن القوميّ العربيّ، ولم يحالفها الحظ في رأب الصدع وتسوية الخلافات العربية قبل استفحالها وخروجها عن السيطرة. من ذلك-على سبيل المثال لا الحصر- ما يأتي:
1-لم تستطع هذه المؤسسات، وعلى رأسها جامعة الدول العربية، أن تحل الخلافات العراقية الكويتية في مهدها حيث تركتها تزداد حدة وتتفاقم إلى أن وصلت إلى احتلال الكويت، ثم تدمير العراق(دولة ومؤسسات وبنى تحتية) والزج بمواطنيه في أتون حرب أهلية لا تبقي ولا تذر ولا أحد يستطيع التنبأ بنهايتها ولا بتداعياتها على أمن المنطقة، بصفة خاصة، وعلى الأمن العربيّ والدوليّ، بصفة عامة.
2-لم تتمكن هذه المؤسسات من معالجة الأوضاع التي تفجرت في أقطار عربية أخرى، والتي أدت تداعيات بعضها(مثل: ما حدث في ليبيا) إلى تدخل جيوش أجنبية- بمباركة من جامعة الدول العربية- وما ترتب على ذلك من تدمير البلد وترك مواطنيه يتصارعون على السلطة، مثل ما حدث في العراق، الأمر الذي يدل على أنّنا لم نستفد من الدرس العراقي.
3-لم توفق في إيجاد مخرج من الحرب المدمرة في سورية، على الرُّغم من خطورة الوضع وانسداد أيّ أفق للحل.
4-إخفاق مؤسسات العمل العربيّ المشترك، ومن بينها اتحاد المغرب العربيّ، في تنقية الأجواء بين الدول الأعضاء في هذا الاتحاد، ولا أدلّ على ذلك من أن الحدود مغلَقة بين عضويْن مهميْن من أعضائه(المغرب والجزائر)، ممّا يحول دون المزيد من التعاون والتكامل والاندماج المغاربيّ.
5- وممّا يؤكد ضعف العمل العربيّ المشترك، أنّ مجلس التعاون لدول الخليج العربية، يجد صعوبة كبيرة-على ما يبدو- في اتخاذ موقف موحد من بعض القضايا العربية والإقليمية التي ألقت بظلالها على ما كان يسود من تفاهم وتعاون بين دول الخليج، لدرجة أنّ ثلاثة بلدان من أعضاء المجلس(السعودية والإمارات والبحرين) سحبوا سفراءهم من دولة قطر، مع أنّ تجربة هذا المجلس كانت- إلى عهد قريب-تعد من أنجح التجارب الوحدوية العربية.
يتبيَّن ممّا تقدم أنّ مؤسسات العمل العربيّ المشترك توجد على المِحَك في الوقت الراهن، وعلى القادة العرب المشاركين في القمة الكويتية أن يتحملوا مسؤو لياتهم كاملةً، تجاه شعوبهم وتجاه العالم، من خلال اتخاذ قرارات تاريخية تعيد لهذه الأمة مجدها وترفع رؤوس أبنائها المتطلعين إلى التضامن من أجل غد أفضل، كما ورد في شعار هذه الدورة.

jeudi 20 mars 2014

شعر ممنوع لنزار قباني يهجو فيه العرب

هل اختفت من لندن؟
باصاتها الجميلة الحمراء
وصارت النوق التي جئنا بها من يثرب
واسطة الركوب
في عاصمة الضباب؟
تسرب البدو الى
قصر بكنغهام
وناموا في سرير الملكة
والانجليز لملموا تاريخهم
وانصرفوا
واحترفوا الوقوف -مثلما كنا-على الاطلال
*
ها هم بنو تغلب
في (سوهو)وفي (فيكتوريا)…يشمرون
 ذيل دشداشاتهم
ويرقصون الجاز
*
هل اصبحت انجلترا؟
تصحو على ثرثرة البدو
وسمفونية النعال؟
*
هل اصبحت انجلترا؟
تمشي على الرصيف بالخف… وبالعقال؟
وتكتب الخط من اليمين للشمال
سبحانه مغير الاحوال
*
عنترة … يبحث طول الليل عن رومية
بيضاء كالزبدة
او مليسة الفخذين .. كالهلال
يأكلها كبيضة مسلوقة
من غير ملح  في مدى دقيقة
ويرفع السروال
*
لم يبق في الباركات
لا بط ولا زهر ولا اعشاب
قد سرح الماعز في ارجائها
وفرت الطيور سمائها
وانتصر الذباب
*
ها هم بنو
عبس.. على مداخل المترو
يعبون كؤوس البيرة المبردة
وينهشون قطعة
من نهد كل سيدة
*
هل سقط الكبار من كتابنا
في بورصة الريال؟
هل اصبحت انجلترا عاصمة الخلافة؟
واصبح البترول يمشي ملكا
في شارع الصحافة؟
*
جرائد
جرائد
جرائد
تنتظر الزبون في ناصية الشارع
كالبغايا
جرائد جاءت الى لندن
كي تمارس الحرية
تحولت -على يد النفط-الى سبايا
*
جئنا لاوروبا
لكي نشرب من منابع الحضارة
جئنا.. لكي نبحث عن نافذة بحرية
من بعدما سدوا علينا عنق المحارة
جئنا.. لكي نكتب حرياتنا
من بعد ان ضاقت على اجسادنا العبارة
لكننا.. حين امتلكنا صحفا
تحولت نصوصنا
الى بيان صادر عن غرفة التجارة
*
جئنا لاوروبا
لكي نستنشق الهواء
جئنا
لكي نعرف ما الوانها السماء؟
جئنا
هروبا من سياط القهر والقمع
ومن اذى داحس والغبراء
لكننا.. لم نتأمل زهرة جميلة
ولم نشاهد مرة حمامة بيضاء
وظلت الصحراء في داخلنا
وظلت الصحراء
*
من كل صوب.. يهجم الجراد
ويأكل الشعر الذي نكتبه
ويشرب المداد
من كل صوب.. يهجم (الايدز) على تاريخنا
ويحصد الارواح والاجساد
من كل صوب.. يطلقون نفطهم علينا
ويقتلون اجمل الجياد
فكاتب مدجن
وكاتب مستأجر
وكاتب يباع في المزاد
هل صار زيت الكاز في بلادنا مقدسا؟
وصار للبترول في تاريخنا نقاد؟
*
للواحد الاوحد.. في عليائه
تزدان كل الاغلفة
وتكتب المدائح المزيفة
ويزحف الفكر الوصولي على جبينه
ليلثم العباءة المشرفة
هل هذه صحافة
ام مكتب للصيرفة؟
*
كل كلام عندهم  محرم
كل كتاب عندهم مصلوب
فكيف يستوعب ما نكتبه؟
من يقرأ الحروف بالمقلوب
*
على الذي يريد ان يفوز
في رئاسة التحرير
عليه .. ان يبوس
ركبة الامير
عليه.. ان يمشي على اربعة
كي يركب الامير
*
لا يبحث الحاكم في بلادنا
عن مبدع
وإنما يبحث عن أجير
*
يعطي طويل العمر.. للصحافة المرتزقة
مجموعة من الظروف المغلقة
وبعدها
ينفجر النباح.. والشتائم المنسقة
*
ما لليساريين من كتابنا؟
قد تركوا (لينين) خلف ظهرهم
وقرروا
ان يركبوا الجمال
*
جئنا لاوروبا
لكي ننعم في حرية التعبير
ونغسل الغبار عن أجسادنا
ونزرع الأشجار في حدائق الضمير
فكيف أصبحنا مع الأيام
طباخين
في مضافة الاسكندر الكبير؟
*
كل العصافير التي
كانت تشق زرقة السماء
في بيروت
وتملأ الاشجار والبيادر
قد احرق البترول كبرياءها
وريشها الجميل
والحناجر
فهي على سقوف لندن
تموت
*
يستعملون الكاتب الأخير.. في أغراضهم
كربطة الحذاء
وعندما يستنزفون حبره
وفكره
يرمونه في الريح كالأشلاء
*
هذا له زاوية يومية
هذا له عمود
والفارق الوحيد فيما بينهم
طريقة الركوع
والسجود
*
لا ترفع الصوت.. فانت آمن
ولا تناقش ابدا مسدسا
او حاكما فردا
فانت آمن
وكن بلا لون ولا طعم ولا رائحة
وكن بلا رأي
ولا قضية كبرى
فانت آمن
واكتب عن الطقس
وعن حبوب منع الحمل ان شئت
فانت آمن
هذا هو القانون في مزرعة الدواجن
*
كيف
ترى نؤسس الكتابة؟
في مثل هذا الزمن الصغير
والرمل في عيوننا
والشمس من قصدير
والكاتب الخارج عن طاعتهم
يذبح كالبعير
*
ايا طويل العمر
يا من تشتري النساء بالارطال
وتشتري الاقلام بالارطال
لسنا نريد اي شيئ منك
فانكح جواريك كما تريد
واذبح رعاياك كما تريد
وحاصر الامة بالنار.. وبالحديد
لا احد
يريد منك ملكك السعيد
لا احد يريد ان يسرق منك جبة الخلافة
فاشرب نبيذ النفط عن اخره
واترك لنا الثقافه